Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 13-14)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون } [ 13 - 14 ] قال : فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن تفسير هذه الآية فقال : بعث الله رجلين إلى أهل مدينة انطاكية فجاءهم بما لا يعرفون فغلظوا عليهما فأخذوهما وحبسوهما في بيت الأصنام ، فبعث الله الثالث فدخل المدينة فقال : ارشدوني إلى باب الملك ، قال : فلما وقف على باب الملك قال : أنا رجل كنت أتعبد في فلاة من الأرض وقد أجبت أن أعبد إله الملك فأبلغوا كلامه الملك ، فقال : ادخلوه إلى بيت الآلهة فأدخلوه فمكث سنة مع صاحبيه ، فقال بهذا ينقل قوم من دين إلى دين بالحذق ( بالحرف ط ) أفلا رفقتما ثم قال لهما : لا تقران بمعرفتي ثم ادخل على الملك ، فقال له الملك بلغني أنك كنت تعبد إلهي فلم أزل وأنت أخي فاسألني حاجتك ! قال : ما لي حاجة أيها الملك ولكن رأيت رجلين في بيت الآلهة فما بالهما ؟ قال الملك : هذان رجلان أتياني ببطلان ديني ويدعواني إلى إله سماوي ، فقال أيها الملك فمناظرة جميلة فإن يكن الحق لهما اتبعناهما وإن يكن الحق لنا دخلا معنا في ديننا ، فكان لهما ما لنا وما عليهما ما علينا قال : فبعث الملك إليهما فلما دخلا إليه قال لهما صاحبهما : ما الذي جئتما به ؟ قالا : جئنا ندعو إلى عبادة الله الذي خلق السماوات والأرض ويخلق في الأرحام ما يشاء ويصور كيف يشاء وأنبت الأشجار والأثمار وأنزل القطر من السماء . قال : فقال لهما أإلهكما هذا الذي تدعوان إليه وإلى عبادته إن جئنا بأعمى يقدر أن يرده صحيحاً ؟ قالا : إن سألناه أن يفعل فعل إن شاء ، قال : أيها الملك عليّ بأعمى لم يبصر قط قال : فأتي به ، فقال لهما ادعوا إلهكما أن يرد بصر هذا ، فقاما وصليا ركعتين فإذا عيناه مفتوحتان وهو ينظر إلى السماء ؛ فقال : أيها الملك عليّ بأعمى آخر ، قال : فأُتي به قال : فسجد سجدة ثم رفع رأسه فإذا الأعمى الآخر بصير ، فقال أيها الملك حجة بحجة علي بمقعد ، فأُتي به فقال لهما مثل ذلك فصليا ودعوا الله فإذا المقعد قد أطلقت رجلاه وقام يمشي ، فقال أيها الملك علي بمقعد آخر فأًُتي به فصنع به كما صنع أول مرة فانطلق المقعد ، فقال أيها الملك قد أوتينا بحجتين وأتينا بمثله ولكن بقي شيء واحد فإن هما فعلاه دخلت معهما في دينهما ثم قال : أيها الملك بلغني أنه كان للملك ابن واحد ومات فإن أحياه إلههما دخلت معهما في دينهما ، فقال له الملك : وأنا أيضا معك ، ثم قال لهما قد بقيت هذه الخصلة الواحدة قد مات ابن الملك فادعوا إلهكما فيحييه ، قال : فخرا إلى الأرض ساجدين لله وأطالا السجود ثم رفعا رأسيهما وقالا للملك ابعث إلى قبر ابنك تجده قد قام من قبره إن شاء الله ، قال : فخرج الناس ينظرون فوجدوه قد خرج من قبره ينفض رأسه من التراب ، قال فأتي به الملك فعرف أنه ابنه ، فقال له : ما حالك يا بني ؟ قال : كنت ميتاً فرأيت رجلين من بين يدي ربي الساعة ساجدين يسألانه أن يحييني فأحياني ، قال تعرفهما إذا رأيتهما قال : نعم ، قال : فأخرج الناس جملة إلى الصحراء فكان يمر عليه رجل رجل فيقول له أبوه انظر فيقول لا لا ثم مروا عليه بأحدهما بعد جمع كثير ، فقال هذا أحدهما وأشار بيده إليه ثم مروا أيضاً بقوم كثيرين حتى رأى صاحبه الآخر فقال : وهذا الآخر ، قال فقال النبي صاحب الرجلين أما أنا فقد آمنت بإلهكما وعلمت أن ما جئتما به هو الحق قال : فقال الملك : وأنا أيضاً آمنت بإلهكما ذلك وآمن أهل مملكته كلهم .