Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 100-100)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابو بكر إلا الأعشى والبرجمي { ونجعل } بالنون . الباقون بالياء . من قرأ بالياء فلانه تقدم ذكر الله فكنى عنه . ومن قرأ بالنون ابتدأ بالاخبار عن الله . ومعنى قوله { وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله } انه لا يمكن احد ان يؤمن إلا باطلاق الله له في الايمان وتمكينه منه ودعاءه اليه بما خلق فيه من العقل الموجب لذلك . وقال الحسن وابو علي الجبائي : اذنه ها هنا أمره كا قال { يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيراً لكم } وحقيقة اطلاقه في الفعل بالأمر ، وقد يكون الاذن بالاطلاق في الفعل برفع التبعة . وقيل : معناه وما كان لنفس أن تؤمن إلا بعلم الله . وأصل الاذن الاطلاق في الفعل فأما الاقدار على الفعل فلا يسمى أذناً فيه ، لان النهي ينافي الاطلاق . قال الرماني : والنفس خاصة الشيء التي لو بطل ما سواها لم يبطل ذلك الشيء ، ونفسه وذاته واحد إلا انه قد يؤكد بالنفس ولا يؤكد بالذات . والنفس مأخوذة من النفاسة . وقوله { ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون } قيل في معناه قولان : احدهما - قال الفراء : الرجس العذاب يجعله على الذين لا يعقلون امر الله ولا نهيه ولا ما يدعوهم اليه . والثاني - قال الحسن : الرجس الكفر أي يجعله بمعنى انه يحكم انهم اهله ذمّاً لهم واسماً { على الذين لا يعقلون } اي كانهم لا يعقلون شيئاً ذمّاً لهم وعيبا وقال ابن عباس : الرجس الغضب والسخط . وقال ابو عبيدة الرجز العذاب ومثله الرجس ، ومنه قوله { لئن كشفت عنا الرجز } وقوله { فلما كشفنا عنهم الرجز } وقوله { والرجز فاهجر } معناه وذا الرجز أي الذي تؤدي عبادته إلى العذاب . وقال الحسن : الرجز بضم الراء العذاب ، وبكسرها الرجس . وقال الفراء : يجوز أن يكون الرجز بمعنى الرجس وقلبت الزاي سيناً كما قالوا اسد وأزد .