Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 71-71)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ نافع في رواية الأصمعي عنه { فاجمعوا } من جمع . الباقون بقطع الهمزة وقرأ يعقوب { وشركاؤكم } بالرفع . الباقون بالنصب . قال أبو علي : ما رواه الأصمي عن نافع من وصل الهمزة من جمعت ، والاكثر في الامر يقال أجمعت . كقوله { وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم } وكما قال الشاعر : @ [ يا ليت شعري والمنى لا تنفع ] هل أغدون يوماً وأمري مجمع @@ اي معد ويمكن أن يكون المراد ، واجمعوا ذوي الأمر منكم أي رؤساءكم ووجوهكم ، كما قال { وأولي الأمر منهم } فحذف المضاف وأجرى على المضاف اليه ما كان يجري على المضاف لو ثبت . ويجوز ان يكون جعل الامر ما كانوا يجمعونه من كيدهم ثم الذين يكيدونه به ، فيكون بمنزلة قوله { فاجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفاً } على أن أبا الحسن يزعم أن وصل الألف في { فأجمعوا أمركم وشركاءكم } أكثر في كلام العرب . قال : وانما يقطعون الهمزة إذا قالوا أجمعوا على كذا وكذا ، قال : والقراءة بالقطع غريبة . ومن وصل الهمزة حمل الشركاء على هذا الفعل الظاهر لانك جمعت الشركاء وجمعت القوم ، وعلى هذا قال { ذلك يوم مجموع له الناس } ومن قطع الهمزة أضمر للشركاء فعلا آخر كأنه قال فاجمعوا أمركم واجمعوا شركاءكم أو ادعوا شركاءكم ، قال الشاعر : @ علفتها تبناً وماء بارداً @@ وقال آخر : @ شراب البان وتمر واقط @@ وفي قراءة أبي { وادعوا شركاءكم } ويجوز أن يكون انتصاب الشركاء على انه مفعول معه ، وهو قول الزجاج ، كما قالوا : استوى الماء والخشبة ، وجاء البرد والطيالسة ، وقالوا : لو ترك الفصيل وامه لرضع من لبنها . ومن رفع { وشركاؤكم } كيعقوب والحسن حمله على الضمير ، وتقديره فاجمعوا أنتم وشركاؤكم . قال الزجاج : وحسن ذلك لدخول المنصوب بينهما . ولو لم يدخل لما حسن . ولا يجوز أن تقول اجمعوا وشركاؤكم . وانما يجوز العطف على الضمير اذا اكد . وزعم ابو الحسن أن قوماً يقيسون هذا الباب . وقوماً يقصرونه على ما سمع . قال ابو علي الفارسي : والاول عندي أقيس . امر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله أن يقرأ على هؤلاء الكفار أخبار نوح عليه السلام حين { قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي } بين أظهركم { وتذكيري } اياكم { بآيات الله } وحججه وهممتم بقتلي واذاي فافعلوا ما بدا لكم فاني على الله توكلت وإنما جعل جواب الشرط { فعلى الله توكلت } مع انه متوكل عليه في جميع احواله ليبين لهم أنه متوكل في هذا على التفصيل لما في إعلامه ذلك من زجرهم عنه لان الله تعالى يكفيه أمرهم . والتوكل والتفويض جعل الامر إلى من يدبره للثقة به في تدبيره فمن فوض أمره إلى لله فقد توكل عليه . وقوله { ثم لا يكن أمركم عليكم غمة } معناه ليكن امركم ظاهراً مكشوفاً ولا يكوننَّ مغطى مستوراً من غممت الشيء اذا سترته ، فالغمة ضيق الامر الذي يوجب الحزن ، والغمة والضغطة والكربة والشدة نظائر ، ونقيضه الفرجة . وقيل { غمة } معناه مغطى تغطية حيرة مأخوذة من غم الهلاك . وقوله { فاجمعوا أمركم وشركاءكم } فيه تهديد . وقوله { ثم اقضوا إلي ولا تنظرون } معناه افعلوا ما تريدون ، على وجه التهديد لهم ، وانه اذا كان الله ناصره وعليه وتوكله فلا يبالي بمن عاداه واراد به السوء فان الله يكفيه امره . وقرئ بالفاء ومعناهما متقاربان ، ولان معنى اقضوا توجهوا الي . وقال ابن الانباري معنى { اقضوا } امضوا ، يقال قضى فلان إذا مات ومضى . ومعنى { ولا تنظرون } ولا تؤخرون .