Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 102, Ayat: 1-8)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن عامر { آلهاكم } ممدوداً ، وروي عن الكسائي - بهمزتين - والمراد به الانكار وقرأ ابن عامر والكسائي { لترون } مضمومة التاء { ثم لترونها } مفتوحة التاء . الباقون بالفتح فيهما . قال أبو علي : وجه الضم أنهم يحشرون اليها فيرونها فى حشرهم إليها فيرونها ، ولذلك قرأ الثانية بالفتح ، كأنه أراد لترونها . ومن فتح فعلى انهم يرونها . وقوله { ثم لترونها } مثل الأول فى أنه من إبصار العين . وقيل : إن هذه السورة نزلت فى حيين من قريش ، وهما بنو أسهم وبنو عبد مناف ، تفاخروا حتى ذكروا الأموات ، فقال الله تعالى مخاطباً لهم { ألهاكم التكاثر } فالالهاء الصرف إلى اللهو واللهو الانصراف إلى ما يدعو اليه الهوى ، يقال : لها يلهو لهواً ، ولهى عن الشيء ، يلهي لهياً ، ومنه قوله ( إذا استأثر الله بشيء فاله عنه ) والتكاثر التفاخر بكثرة المناقب ، يقال : تكاثروا إذا تعادّوا ما لهم من كثرة المناقب ، والمتفاخر متكبر لأنه تطاول بغير حق . فالتكاثر التباهي بكثرة المال والعدد . وقيل : ما زالوا يتباهون بالعز والكثرة حتى صاروا من أهل القبور وماتوا - ذكره قتادة - . وقوله { حتى زرتم المقابر } فالزيارة إتيان الموضع ، كاتيان المأوى فى الالفة على غير اقامة ، زاره يزوره زيارة ، ومنه زوّر تزويراً إذا شبه الخط فى ما يوهم أنه خط فلان وليس به ، والمزورة من ذلك اشتقت . وقيل فى معناه قولان : احدهما حتى ذكرتم الأموات . وقال الحسن : معناه حتى متم . وقوله { كلا سوف تعلمون ، ثم كلا } معناه ارتدعو وانزجروا { سوف تعلمون } فى القبر { ثم كلا سوف تعلمون } بعد الموت - روي ذلك عن علي عليه السلام - وقيل إنه يدل على عذاب القبر . وقوله { كلا لو تعلمون علم اليقين } نصب { علم اليقين } على المصدر ، ومعناه ارتدعوا وانزجروا ، لو تعلمون علم اليقين ، وهو الذي يثلج الصدر بعد اضطراب الشك ولهذا لا يوصف الله بأنه متيقن . وقوله { لترون الجحيم } يعني قبل دخولهم اليها فى الموقف . وقوله { ثم لترونها } بعد الدخول اليها . وقوله { عين اليقين } كقولهم هذا محض اليقين . والمعنى إنكم لو تحققتم وتيقنتم أنكم ترون الجحيم وأنكم إذا عصيتم وكفرتم عوقبتم ، لشغلكم هذا عن طلب التكاثر فى الاموال فى الدنيا ، ولا يجوز همز واو " لترون " لأنها واو الجمع ومثله ، واو " لتبلون " لا تهمز . وقوله { ثم لتسئلن } يعني معاشر المكلفين { يومئذ عن النعيم } قال الحسن : لا يسأل عن النعيم إلا أهل النار . وقال سعيد بن جبير وقتادة : النعيم فى المأكل والمشرب وغيرهما من الملاذ . وقال عبد الله بن مسعود ومجاهد : النعيم الصحة . وقال قوم : يسألهم الله عن كل نعمة . والفرق بين النعيم والنعمة أن النعمة كالانعام فى التضمين لمعنى منعم ، أنعم انعاماً ونعمة ، وكلاهما يوجب الشكر . والنعيم ليس كذلك ، لانه من نعم نعيماً فلو عمل ذلك بنفسه لكان نعيماً لا يوجب شكراً . والنعمة - بفتح النون - من نعم - بضم العين - إذا لان . وقيل المعنى { لتسألن يومئذ عن النعيم } عن ولاية علي عليه السلام . وقيل : عن شرب الماء البارد . وقيل عن الأمن والصحة . وقيل عن النورة فى الحمام . وروي ذلك عن عمر بن الخطاب .