Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 103, Ayat: 1-3)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا قسم من الله تعالى بالعصر . قال ابن عباس : المراد بالعصر - ها هنا - الدهر . وهو قول الكلبي . وقال الحسن وقتادة : هو العشي ، وكلاهما فيه العبرة من جهة مرور الليل والنهار . وأصل العصر عصر الثواب ونحوه ، وهو فتله لاخراج مائه ، فمنه عصر الدهر ، لانه الوقت الذي يمكن فتل الامور كفتل الثوب . قال العجاج : @ عصراً وحضناً عيشة المعذلجا @@ أي الناعم ، وقال في العشي : @ يروح بنا عمر وقد قصر العصر وفي الروحة الاولى الغنيمة والاجر @@ وبه سميت العصر ، لانها تعصر بالتأخير ، والعصارة ما يعتصر من العنب وغيره ، و " المعصرات " السحائب التي تنعصر بالمطر . والاعصار غبار كالعمود يصعد إلى السماء . والعصر الالتجاء إلى الملجأ . والعصر الجارية التي قد دنا بلوغها لأنه عصر شبابها ، وانعصار ماء الشباب منها . والاعتصار استخراج المال من الانسان ، لانه ينحلب كما ينحلب ما يعصر . والعصران الغداة والعشي ، والعصران الليل والنهار . قال الشاعر : @ ولن يلبث العصران يوم وليلة إذا طلبا ان يدركا ما تيمما @@ وقوله { إن الإنسان لفي خسر } جواب القسم . وفيه اخبار من الله أن الانسان يعنى الكافر { لفي خسر } أي لفي نقصان بارتكاب المعاصي وكفره بالله والخسر هلاك رأس المال للانسان وبارتكاب المعاصي في هلاك نفسه خسران ، وهو اكبر من رأس ماله . وقوله { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } استثناء من جملة الناس المؤمنين المصدقين بتوحيد الله باخلاص عبادته العاملين بالطاعات { وتواصوا بالحق } أي تواصي بعضهم بعضاً بأتباع الحق وإجتناب الباطل { وتواصوا بالصبر } تواصي بعضهم بعضاً بالصبر على تحمل المشاق في طاعة الله . وقال الحسن وقتادة : الصبر على طاعة الله . والصبر حبس النفس عما تنازع اليه من الأمر حتى يكون الداعي إلى الفعل . وقد أمر الله تعالى بالصبر والتواضع . والحق ما دعا اليه العقل .