Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 61-61)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
حكى الله تعالى في هذه الآية أنه أرسل { إلى ثمود أخاهم صالحاً } ونصب { أخاهم } بأرسلنا ، عطف على ما تقدم ، وانه { قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } وقد فسرناه . وقوله { هو أنشأكم من الأرض } قيل في معناه قولان : احدهما - انه خلقكم من آدم وآدم من تراب . الثاني - انه خلقكم من الارض ، والاول اختيار الجبائي وهو الأقوى . والانشاء الايجاد ابتداء من غير استعانة بشيء من الاسباب ، وهما نشأتان الاولى في الدنيا والثانية في الآخرة . وقوله { واستعمركم فيها } اي جعلكم قادرين على عمارة الأرض ، ومكنكم من عمارتها والحاجة الى سكناها . والاستعمار جعل القادر يعمر الارض كعمارة الدار . وقال مجاهد معنى { استعمركم فيها } أي اعمركم بأن جعلها لكم طول اعماركم . ومنه العمرى المسألة المعروفة في الفقه . وفي الآية دلالة على فساد قول من حرم المكاسب ، لانه تعالى امتن على خلقه بأن مكنهم من عمارة الأرض فلو كان ذلك محرماً لم يكن لذلك وجه ، والعبادة لا تستحق إلا بالنعم المخصوصة التي هي أصول النعم فلذلك لا يستحق بعضنا على بعض العبادة ابتداء ، وان استحق الشكر ، ولذلك لا تحسن العبادة ابتداء ، كما لا يحسن الشكر إلا في مقابلة النعم . وقوله { فاستغفروه ثم توبوا إليه } قد بينا معناه وقوله { إن ربي قريب مجيب } معناه أنه قريب الرحمة لا من قرب المكان ، لكنه خرج هذا المخرج لحسن البيان في المبالغة ، وقيل ان بلاد ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام ، وكانت عاد باليمن .