Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 66-66)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ اهل المدينة إلا اسماعيل والكسائي والبرجمي والسموني { يومئذ } بفتح الميم ، هنا وفي المعارج . الباقون بكسر الميم على الاضافة . قال ابو علي قوله { يومئذ } ظرف - كسرت او فتحت - في المعنى إلا انه اتسع فيه فجعل اسماً كما اتسع في قوله { بل مكر الليل والنهار } فاضيف المكر اليهما وإنما هو فيهما ، فكذلك العذاب والخزي والفزع اضفن الى اليوم ، والمعنى على ان ذلك كله في اليوم كما ان المكر في الليل والنهار . ومن كسر الميم من { عذاب يومئذ } فلان يوماً اسم معرب اضاف اليه ما اضافه من العذاب والخزي والفزع ، فانجر بالاضافة ، ولم تفتح اليوم فتبنيه لاضافته الى المعنى ، لان المضاف منفصل عن المضاف اليه ولا يلزمه الاضافة ، والمضاف لم يلزم البناء . ومن فتح فقال : من عذاب يومئذ فيفتح مع انه في موضع جر ، فلان المضاف يكتسب من المضاف اليه التعريف والتنكير ، ومعنى الاستفهام والجزاء في نحو غلام من تضرب اضربه ، فلما كان يكتسب من المضاف اليه هذه الاشياء اكتسب منه الاعراب والبناء ايضاً ، اذا كان المضاف من الاسماء الشائعة المبنية نحو ( اين . وكيف ) ولو كان المضاف مخصوصاً نحو ( رجل وغلام ) لم يكتسب منه البناء كما اكتسبت من الاسماء الشائعة . ومن اضاف على تقدير من عذاب يومئذ ومن خزي يومئذ ، فلانها معارف تعرفت بالاضافة الى اليوم . اخبر الله تعالى انه لما جاء امره باهلاك قوم صالح الذين هم ثمود نجا صالحاً والمؤمنين معه برحمة منه تعالى . وقوله { ومن خزي يومئذ } فالخزي العيب الذي تظهر فضيحته ويستحي من مثله ، خزي يخزى خزياً اذا ظهر له عيب بهذه الصفة . وقوله { إن ربك هو القوي العزيز } فالقوي هو القادر ، والعزيز هو القادر على منع غيره من غير ان يقدر أحد على منعه . واصله المنع فمنه عز علي الشيء اذا امتنع بقلبه ومنه العز الارض الصلبة الممتنعة بالصلابة ، ومنه تعزز بفلان اي امتنع به ويقال ( من عزّ بز ) اي من غلب سلب . وكانت علامة العذاب في ثمود ما قال لهم صالح : آية ذلك ان وجوهكم تصبح في اليوم الاول مصفرة وفي اليوم الثاني محمرة وفي الثالث مسودة ، ذكره الحسن ، هذا من حكمته تعالى وحسن تدبيره في الانذار بما يكون من العقاب قبل ان يكون ، للمظاهرة في الحجة . ولم يختر ابو عمرو بناء ( يوم ) إذا اضيف الى مبني كما اختير في قوله { على حين غفلة } لأن هذا اضيف الى اسم مبني ، وذلك اضيف الى فعل مبني فباعده عن التمكن باكثر مما باعده الاول .