Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 75-75)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا إخبار من الله تعالى عن حال ابراهيم ، وصفه بانه كان اوّاها . وقيل في معناه ثلاثة اقوال : احدها - قال الحسن : الاوّاه الرحيم . وقال مجاهد هو الرّجاع ، وقال الفراء : هو كثير الدعاء . وقال قوم : هو المتأوه . وقال قوم : هو الرّجاع المتأوه خوفاً من العقاب ، ولمثل ذلك حصل له الامان لتمكين الاسباب الصارفة عن العصيان . و ( الحليم ) هو الذي يمهل صاحب الذنب ، فلا يعاجله بالعقوبة . وقيل : كان ابراهيم ذا احتمال لمن آذاه وخنى عليه لا يتسرع الى المكافأة ، وان قوي عليه . والاناة السكون عند الحال المزعجة عن المبادرة ، وكذلك التأني : التسكن عند الحال المزعجة من الغضب ، ويوصف الله تعالى بانه حليم من حيث لا يعاجل العصاة بالعقاب الذي يستحقونه لعلمه بما في العجلة من صفة النقص . و ( المنيب ) هو الراجع الى الطاعة عند الحال الصارفة ، ومنه قوله { وأنيبوا إلى ربكم } والتوبة الانابة ، لانها رجوع الى حال الطاعة ، وكون ابراهيم منيباً الى طاعة الله لا يدل على انه كان عاصياً قبل ذلك ، بل انه يفيد أنه كان يرجع الى طاعته في المستقبل ، وان كان على طاعته أيضاً فيما مضى ، وقال ابو علي : كان يرجع الى الله في جميع أموره ويتوكل عليه .