Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 77-77)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

في هذه الآية إخبار من الله تعالى أنه لما جاءت رسله لوطاً سيء بهم ، معناه ساءه مجيؤهم ، وأصله سوىء بهم فنقلت حركة الواو الى السين ، وقلبت همزة ، والضمير في " بهم " عائد الى الرسل ، ويجوز تخفيف الهمزة بإلقاء الحركة على ما قبلها ، ومنهم من يشدد على الشذوذ . وقوله { وضاق بهم ذرعاً } قال ابن عباس ساء بقومه { وضاق بهم ذرعاً } أي باضيافه ، وانه لما رأى لهم من جمال الصورة ، وقد دعوه إلى الضيافة ، وقومه كانوا يسارعون الى امثالهم بالفاحشه ، فضاق بهم ذرعاً ، لهذه العلة . والمعنى انه ضاق بهم ذرعه : ضاق بأمره ذرعاً اذ لم يجد من المكروه مخلصاً . وقوله { ضاق } بحفظهم من قومه ذرعه . حيث لم يجد سبيلاً الى حفظم من فجّار قومه . والفرق بين السوء والقبيح ان السوء ما يظهر مكروهه لصاحبه ، والقبيح ما ليس للقادر عليه ان يفعله . وقوله { وقال هذا يوم عصيب } حكاية ما قاله لوط في ذلك الوقت بأن هذا يوم شديد الشر ، لان العصيب الشديد في الشر خاصة ، كأنه التف على الناس بالشر او يكون التف شره بعضه على بعض يقال يوم عصيب ، قال عدي بن زيد : @ وكنت لزاز قومك لم اعرد وقد سلكوك في يوم عصيب @@ وقال الراجز : @ يوم عصيب يعصب الأبطالا عصب القوي السلم الطوالا @@ وقال آخر : @ فانك إن لا ترض بكر بن وائل يكن لك يوم بالعراق عصيب @@ وقال كعب بن جعيل :