Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 110, Ayat: 1-3)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا وعد من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله بالنصر بالفتح قبل وقوع الأمر . وقال الحسن ومجاهد : وعده الله فتح مكة ونصرته على كفار قريش ، فيجيء النصر وقوعه على التوقع له ، والنصر المعونة على العدو للظهور عليه ، لان المعونة قد تكون بالمال على نوائب الزمان ، وقد تكون على العدوّ ، وهي النصر دون المعونة الأخرى . والفتح الفرج الذي يمكن معه الدخول فى الامر بملك العدوّ الناصب للحرب ، وقد يكون الفرج بالفرق فقط ، فلا يكون الفتح بذهاب العدو الذي صار علماً على هذا المعنى . وقوله تعالى { ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً } يعني فى طاعة الله وطاعتك : من الاسلام وإلتزام الاحكام واعتقاد صحته وتوطين النفس على العمل به . وأصل الدين الجزاء . ثم يعبر به عن الطاعة التي يستحق بها الجزاء ، كما قال { في دين الملك } أي فى طاعته . والفوج جماعة من جماعة ، والافواج جماعات من جماعات . وهكذا كان الناس يدخلون فى الدين جماعة بعد جماعة ، من جملة القبيلة حتى يتكامل اسلام الجميع . وقوله { فسبح بحمد ربك واستغفره } امر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله بأن ينزهه عما لا يليق به من صفات النقص ، وأن يستغفره . ووجه وجوب ذلك بالنصر والفتح ، أن النعمة به تقتضي القيام بحق النعمة المنافى للمصيبة . فكأنه قال قد حدث أمر يقتضي الاستغفار مما جدده الله لك فاستغفره بالتوبة يقبل ذلك منك ، ومخرجه مخرج الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وهو تعليم لجميع أمته . ومعنى { فسبح بحمد ربك } نزهه عما لا يجوز عليه مع شكرك إياه . وقيل معناه : صل شكراً له على ما جدد لك من نعمة . والاستغفار قد يكون عند ذكر المعصية بما ينافي الاصرار ، وقد يكون على وجه التسبيح ، والانقطاع إلى الله . وقوله { إنه كان تواباً } معناه إنه يقبل توبة من بقي كما قبل توبة من مضى . والتوّاب فى صفة الله الكثير القبول للتوبة ، وفى صفة العباد الكثير الفعل للتوبة . وقال قتادة : عاش النبي صلى الله عليه وآله بعد هذا سنتين ثم توفي صلى الله عليه وآله .