Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 38-38)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

في هذه الآية أخبار عن يوسف أنه قال لهما : إني في ترك اتباع ملة الكفار وجحدهم البعث والنشور وفي إيماني بالله وتوحيدي له اتبعت ملة آبائي ابراهيم واسحاق ويعقوب ، فالاتباع اقتفاء الأثر وهو طلب اللحاق بالأول ، فاتباع المحق بالقصد الى موافقته من أجل دعائه . والملة مذهب جماعة يحمي بعضها بعضاً في الديانة ، واصله الحمّى من المليلة وهي حمى ما يلحق الانسان دون الحمى . والآباء جمع أب وهو الذي يكون منه نطفة الولد ، والأم الأنثى التي يكون منها الولد والجد أب بواسطة ، ولا يطلق عليه صفة أب ، وإنما يجوز ذلك بقرينة تدل على انه أب بواسطة الأبن ، وجد الأب اب بواسطتين . وقوله { ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء } إخبار من يوسف أنه ليس له ، ولا لاحد من آبائه أن يشرك بالله شيئاً ، ودخلت ( من ) للنفي العام ، والاشراك بلوغ منزلة الجمع لعبادة غير الله الى عبادته - في عظم الجرم . واليهودي مشرك ، لانه بكفره بالنبي قد بلغ تلك المنزلة في عظم الجرم . وقوله { ذلك من فضل الله علينا } اعتراف منه ان ذلك العدول عن عبادة غير الله هو من فضل الله عليهم من حيث كان بلطفه وهدايته وتوفيقه . والفضل النفع الزائد على مقدار الواجب بوجوب الدين الذي يستحق به الشكر ، وكل ما يفعله الله تعالى بالعبد ، فهو فضل من فضله . والعقاب ايضاً فضل ، لأنه زجر به عن المعاصي . وقيل ذلك من فضل الله علينا ان جعلنا أنبياء وعلى الناس ان جعلنا رسلاً اليهم - في قول ابن عباس - وقوله { على الناس } دال على ان الله قد عمّ جميع خلقه بفضله وهدايته إياهم الى التوحيد والايمان .