Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 43-43)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

حكى الله تعالى في هذه الآية : إِن الملك الذي كان يوسف في حبسه ، وكان ملك مصر فيما روي ، قال إِنه رأى في المنام { سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف } يعنى مهازيل { وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات } ثم أقبل على قومه ، فقال { يا أيها الملأ } اي يا ايها الاشراف والعظماء الذين يرجع اليهم { أفتوني في رؤياي إن كنتم } تعبرون الرؤيا ، وتدعون العلم بتأويلها ، والملك القادر الواسع المقدور الذي اليه السياسة والتدبير . والرؤيا تخيل النفس للمعنى في المنام حتى كأنه يرى ، ويجوز فيها الهمزة وتركها . والبقرات جمع بقرة والسمن زيادة في البدن من الشحم واللحم وهو على الشحم أغلب ، والعجف يبس الهزال يقال : عجف يعجف عجفاً ، فهو أعجف . والانثى عجفاء ، والجمع عجاف ، وسنبلات جمع سنبل ، والعبارة : نقل معنى التأويل الى نفس السائل بالتفسير ، وهي من عبور النهر وغيره ، ومنه المعبر والعبّارة ، وإنما دخلت اللام في قوله { للرؤيا } مع أن الفعل يتعدى بنفسه ، لانه إذا تقدم المفعول ضعف عمله ، فجاز إدخال حرف الاضافة لهذه العلة ، ولا يجوز يعبرون للرؤيا ، لأنه في قوة عمله .