Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 50-50)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ البرجمي والسلموني { النسوة } بضم النون . والباقون بكسرها ، وهما لغتان . والكسر افصح . وفي الكلام حذف ، لأن تقديره إِن الناجي الذي استفتى يوسف عن تفسير رؤيا الملك حين فسره له ، رجع الى الملك واخبره به ، وعرّفه ان ذلك فسره له يوسف ، فقال الملك عند ذلك : ائتوني به والكلام دال عليه ، وذلك من عجائب القرآن ، وعظم فصاحته . ومعنى { ائتوني به } . أجيئوني به { فلما جاءه الرسول } يعني رسول الملك ، قال له يوسف ارجع الى سيدك . { فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن } وانما رد الرسول ليبين للملك براءته مما قرف به ، وانه حبس بظلم من غير بينة ، ولا اعتراف بذنب ، وقال قتادة : طلب العذر . وقوله { إن ربي بكيدهن عليم } قيل في معناه قولان : احدهما - وهو الصحيح - انه أخبر ان الله تعالى عالم بكيد النسوة . والثاني - ان سيدي العزيز عليم بكيدهن . والاول عليه اكثر المفسرين . والملك هو القادر الواسع المقدور الذي اليه السياسة والتدبير ، وكان هذا الملك ملك مصر . ويجوز ان يمكّن الله تعالى الظالم من الظلم ، وينهاه عن فعله ، ولا يجوز أن يملكه الظلم ، لأن ما يملكه ، فقد جعله له ، وذلك لا يليق بعدله . والتمليك تمكين الحي مما له ان يتصرف فيه في حكم الله تعالى بحجة العقل والسمع ، وعلى هذا اذا مكَّن الله تعالى من الظلم او الغصب لا يكون ملكه ، لأنه لم يجعل له التصرف فيه . بل زجره عنه ، قال الرماني : يجوز أن يسلب الله تعالى الخلق ما ملكهم في الدنيا بسوء افعالهم ، كما يسلب بعضهم بكفرهم ، والا فهو له ، فان اخذ بالموت عنه على طريق العارية ثم يرد اليه ويعوض مما فاته بكرمه تعالى ، وقيل : إن يوسف انما قال ما بال النسوة جميع النساء ولم يخص امرأة العزيز حسن عشرة منه ، وقال قوم ذلك يدل على ان كل واحدة منهن دعته الى نفسها مثل امرأة العزيز .