Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 52-52)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلفوا في من هذا الكلام حكاية عنه ؟ فقال اكثر المفسرين كالحسن ومجاهد وقتادة والضحاك : انه من قول يوسف { ذلك } يعني ذلك الامر من فعلي من ردّ الرسول ليعلم العزيز اني لم اخنه بالغيب ، وقطع الحكاية عن المرأة ، وجاز ذلك لظهور الكلام الدال على ذلك ، كما قال { وكذلك يفعلون } وقبله حكاية عن المرأة { وجعلوا أعزة أهلها أذلة } وكما قال { فماذا تأمرون } ومثله حكاية قول الملأ { يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره } وقال الجبائي والبلخي : انه من قول المرأة . والمعنى ان اعترافي على نفسي بذلك ليعلم يوسف اني لم اخنه بالغيب ، لان العزيز سألها ولم يكن يوسف حاضراً وكلا الأمرين جائز ان ، والاول أشبه ، والخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر ، وضد الخيانة الامانة ، وهي تأدية الحق على ما وقع به العقد . والفرق بين الخيانة والغدر أن الخيانة تكون على وجه السر والغدر نقض العهد بخلاف الحق جهراً ، والكيد الاحتيال في ايصال الضرر الى صاحبه ، كاده يكيده كيداً ، فهو كائد . واللام في قوله { ليعلم } لام ( كي ) ومعناها تعليق ما دخلت عليه بالفعل الذي قبله ، بمعنى انه وقع من اجله ، وانما يتعلق بذلك الارادة . وقوله { وأن الله لا يهدي كيد الخائنين } اي لا يدعوهم اليها ولا يرغبهم فيها وانما يفعلونها بسوء اختيارهم .