Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 70-70)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخبر الله تعالى ان يوسف لما جهز أخوته بجهازهم يعني الطعام الذي اشتروه ليحملوه الى بلدهم . ومنه جهاز المرأة { جعل السقاية في رحل أخيه } والسقاية المراد بها ها هنا صواع الملك الذي كان يشرب فيه . وقيل : كان من فضة . وقال ابن زيد كان كأساً من ذهب . وقيل انه صير مكيالاً للطعام . والسقاية في الأصل الاناء الذي يسقى فيه ، والرحل آلة السفر من وعاء أو مركب ، والمراد ها هنا وعاء أخيه الذي يحمل فيه طعامه . وقوله { ثم أذن مؤذن } اي نادى مناد . والايذان الاعلام بقول يسمع بالاذن . ومثله الأذن ، والاذن الاطلاق في الفعل بقول يسمع بالاذن ، و { والعير } قافلة الحمير - في قول مجاهد . وقيل هي القافلة التي فيها الاجمال . والاصل الحمير إلا انه كثر حتى صارت تسمى كل قافلة محملة عيراً تشبيهاً . وقوله { إنكم لسارقون } فالسرقة أخذ الشيء من حرز في خفى بغير حق ، إلا ان الشرع قدر أنه لا يتعلق بها القطع إلا إذا سرق مقداراً معيناً على خلاف بين الفقهاء ، فعندنا هو ما قدره ربع دينار ، وعند قوم عشرة دراهم ، وعند آخرين ثلاث دراهم . وقيل في وجه ندائهم بالسرقة مع انهم لم يسرقوا شيئاً قولان : احدهما - ان ذلك من قول اصحابه ، ولم يأمرهم يوسف بذلك ، ولا علم . وإنما كان أمر بجعل السقاية في رحل أخيه على ما أمره الله تعالى ، فلما فقدها الموكلون بها اتهموهم بها . وهواختيار الجبائي . والثاني - انهم نادوهم على ظاهر الحال فيما يتغلب على ظنونهم ولم يكن يوسف أمر به ، وإن علم انهم سيفعلونه . وقال قوم قولاً ثالثاً : ان معناه إنكم سرقتم يوسف من أبيه حين طرحتموه في الجب . وقال آخرون : ان ذلك خرج مخرج الاستفهام ، وليس في جعل السقاية في رحل أخيه تعريضاً لأخيه بأنه سارق ، لانه إذا كان ذلك يحتمل السرقة ، ويحتمل الحيلة فيه حتى يمسكه عنده ، فلا ينبغي ان يسبق احد الى اعتقاد السرقة فيه ، وليس في ذلك ادخال الغم على أخيه لانا بينا انه كان اعلمه إياه ، وواطأه عليه ، ليتمكن من امساكه عنده على ما أمره الله تعالى به ، والنداء وان كان للعير فالمراد به اهل العير ، كما قال { واسأل القرية } وإنما أراد اهلها .