Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 11-11)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلفوا في الهاء في قوله { له } الى من ترجع ، فقال ابن زيد : على اسم النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { إنما أنت منذر } وقال غيره : على اسم الله في قوله { عالم الغيب والشهادة } وقال قوم : على ( من ) في قوله { من أسر القول ومن جهر } فكأنه قال للانسان معقبات . وهو الأقوى . والمعقبات في هذا الموضع هم الملائكة ، فقال الحسن وقتادة ومجاهد : ملائكة الليل تعقب ملائكة النهار ، وقال ابن عباس - في رواية - انهم الامراء والولاة لهم حرس واعوان يحفظونهم . وقال الحسن : هم اربعة أملاك يجتمعون عند صلاة الفجر ، والمعقبات المتناوبات التي يخلف كل واحد منها صاحبه ، ويكون بدلاً منه . وأصل التعقيب كون شيء بعد آخر ، فالمعقبات الكائنات على خلف بعضها لبعض بعد ذهابه ، والمعقب الطالب دينه مرة بعد اخرى قال لبيد : @ حتى تهجر في الرواح وهاجه طلب المعقب حقه المظلوم @@ ومنه العقاب لانه يستحق عقيب المعصية . والعقاب لانه يعقب بطلبه لصيده مرة بعد مرة ، والعقب لانه يعقب به لشده على الشيء مرة بعد مرة ، وهو جمع الجمع ، لان واحده معقب مثل رجالة ورجالات . وفي قراة أهل البيت { له معقبات من خلفه ورقيب بين يديه } قالوا لان المعقب لا يكون الا من خلفه . وقوله { يحفظونه من أمر الله } قيل في معناه اقول : احدها - قال الحسن وقتادة : المعنى بأمر الله ، كما تقول جئتك من دعائك اياي اي بدعائك ، وفي قراءة اهل البيت { بأمر الله } . وقال مجاهد وابراهيم : يحفظونه من امر الله من الجن والهوام . والمعنى ذلك الحفظ من امر الله . وقال قوم : معناه عن أمر الله ، كما يقال أطعمه عن جوع ومن جوع . وقال الفراء : فيه تقديم وتأخير ، كأنه قال له معقبات من بين يديه ومن خلفه من أمر الله يحفظونه ، وانما قال يحفظونه على التذكير مع قوله { له معقبات } على التأنيث حملاً على المعنى ، وفي تفسير اهل البيت إن معناه يحفظونه بأمر الله . وقوله { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } معناه ان الله لا يسلب قوماً نعمة حتى يعملوا بمعاصيه التي يستوجبون بها العقاب فانه حينئذ يعاقبهم ويغير نعمه عليهم . وفي ذلك دلالة على فساد قول المجبرة : إن الله يعذب الاطفال ، لانهم لم يغيروا ما بأنفسهم بمعصية كانت منهم . والتغيير تصيير الشيء على خلاف ما كان مما لو شوهد شوهد على خلاف ما كان . وقوله { وإذا أراد الله بقوم سوءاً } يعنى هلاكاً { فلا مردّ له وما لهم من دونه من وال } معناه لا يقدر أحد على دفعه ولا نصرته عليه بل هو تعالى الغالب لكل شيء القاهر لمن يريد قهره ، والوالي فاعل من ولي يلي فهو وال ووليّ مثل عالم وعليم ، والله ولي المؤمن اي ناصره ، والمعنى لا يتولاهم أحد الا الله .