Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 30-30)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قيل في التشبيه في قوله { كذلك أرسلناك } وجهان : احدهما - قال الحسن والجبائي : إِن المعنى إِنا ارسلناك كما أرسلنا الأنبياء قبلك . وقال قوم : ان المعنى إِن النعمة على من أرسلناك اليه ، كالنعمة على من تقدم ذكره بالثواب في { حسن مآب } , والمعنى إِنا ارسلناك يا محمد { في أمّة } قد مضت { من قبلها أمم } وغرضي ان تتلوا أي تقرأ عليهم ما { أوحينا إليك } من الأمر والنهي والوعد والوعيد . والارسال تحميل الرسول الرسالة ، فرسول الله قد حمله الله رسالة الى عباده ، فيها أمره ونهيه وبيان ما يريده وما يكرهه . والأمّة الجماعة الكثيرة من الحيوان التي ترجع الى معنى خاص لها دون غيره ، فمن ذلك أمة موسى ، وأمة عيسى ، وأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكذلك كل جنس من أجناس الحيوان أمة ، لاختصاصها بمعنى جنسها ، فعلى هذا العرب أمة ، والترك أمة ، والزنج أمة ، و ( الخلو ) مضي الشيء بنقيضه على تجرد مما كان عليه ، كأنه ينفيه دون احواله التي كان عليها ، فقد انفرد عنها . و ( التلاوة ) جعل الثاني يلي الأول بعده بلا فصل . والتلاوة والقراءة واحد . وقوله { وهم يكفرون بالرحمن } إِنما قال { بالرحمن } دون { الله } لان اهل الجاهلية من قريش ، قالوا الله نعرفه ، والرحمن لا نعرفه . وكذلك قالوا { وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا } وقال { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } وهو قول الحسن ، وقتادة . ثم أمر الله تعالى نبيه ان يقول لهم { هو } يعني الرحمن { ربي } أي خالقي ومدبري { لا إِله إِلا هو } ليس لي إِله ولا معبود سواه { عليه توكلت } أي وثقت به في تدبيره وحسن اختياره . والتوكل التوثيق في تدبير النفس بردّه الى الله { وإِليه متاب } أي الى الله الرحمن توبتي وهو الندم على ما سلف من الخطيئة مع العزم على ترك المعاودة الى مثله في القبح ، والمتاب والتوبة مصدران ، يقال : تاب يتوب توبة ومتاباً .