Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 19-21)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ يعقوب وحفص ويحيى والعليمي { والذين يدعون } بالياء . الباقون بالتاء ، قال أبو علي : هذا كله على الخطاب ، لان ما بعده خطاب كقوله بعد { أفلا تذكرون } وقوله { وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم } ، { وإِلهكم إِله واحد } فكل هذا خطاب . فان قلت : ان فيه { والذين يدعون من دون الله } فانه لا يكون خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم ولا للمسلمين ، قيل : التقدير في ذلك قل لهم : والذين تدعون من دون الله ، فلا يمتنع الخطاب على هذا الوجه ، ولهذا قرأ عاصم بالياء لما كان عنده ذلك اخباراً عن المشركين ، ولم يجز ان يكون في الظاهر خطاباً للمسلمين . يقول الله لعباده ان الله الذي يستحق العبادة هو الذي يعلم ما يظهرونه وما يستسرون به ويخفونه ، وان الذين يدعون من دون الله من الاصنام لا يخلقون شيئاً ، فضلاً عن ان يخلقوا ما يستحق به العبادة ، وهم مع ذلك مخلوقون مربوبون ، وهم مع ذلك أموات غير احياء ، وانما قال أموات غير احياء ، لانها في حكم الأموات في انها لا تعقل شيئاً . وقيل غير أحياء على وجه التأكيد بما صارت به ، كالأموات ، لانه قد يقال للحيّ هو كالميت إِذا كان بعيداً من ان يعلم . و { أموات } رفع بأنه خبر ابتداء ، والتقدير هن أموات غير احياء ، ويجوز ان يكون خبراً عن ( الذين ) والتقدير والذين يدعون أموات . وقوله { وما يشعرون أيان يبعثون } اي هم لا يعلمون اي وقت يحشرهم الله للجزاء والحساب ، بل ذلك لا يعلمه الا الله تعالى ، ومعنى ( أيان ) متى و ( متى ) اوضح ، لأنه اغلب في الاستعمال فلذلك فسر به ( أيان ) وهو سؤال عن الزمان كما ان ( اين ) سؤال عن المكان . وقال الفراء : معناه هي أموات فكيف يشعرون متى تبعث يعني الاصنام . قال ويقال للكفار أيضاً وما يشعرون أيان يبعثون ، و ( إِيان ) بكسر الهمزة لغة سليم قرأها أبو عبد الرحمن السلمي .