Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 1-1)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ نافع وعاصم وابو عمرو { يشركون } بالياء . وقرأ ابن عامر وابن كثير مثل ذلك . وقرأ حمزة والكسائي بالتاء . من قرأ بالتاء ، فلقوله { فلا تستعجلوه } فرد الخطاب الثاني الى الأول . ومن قرأ بالياء قال لان الله أنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم فقال محمد تنزيها لله { سبحانه وتعالى عما يشركون } . وقرأ سعيد بن جبير { أتى أمر الله ، فلا تستعجلوه } . وروي عن عباس انه قال : المشركون قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ائتنا بعذاب الله ان كنت من الصادقين ، فقال الله تعالى { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } وانما قال { أتى أمر الله } ولم يقل يأتي ، لان الله تعالى قرّب الساعة ، فجعلها كلمح البصر ، فقال { وما أمر الساعة إِلاَّ كلمح البصر أو هو أقرب } وقال { اقتربت الساعة } وكل ما هو آت قريب ، فعبر بلفظ الماضي ليكون أبلغ في الموعظة ، وإِن كان قوله { فلا تستعجلوه } يدل على أنه في معنى يأتي ، وأمر الله يراد به العذاب - في قول الحسن وابن جريح وغيرهما - وقال الضحاك : معناه فرائضه واحكامه . وقال الجبائي : امره القيامة والأول أصح ، لانهم استعجلوا عذابه دون غيره . والتسبيح في اللغة ينقسم أربعة أقسام : احدها - التنزيه مثل قوله { سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً } وقال الشاعر : @ أقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة الفاخر @@ والثاني - معنى الاستثناء كقوله { لولا تسبحون } أي هلا تستثنون . والثالث - الصلاة كقوله { فلولا أنه كان من المسبحين } والرابع - النور ، جاء في الحديث ( فلولا سبحان وجهه ) أي نوره ومعنى { تعالى } : تعاظم بأعلى صفات المدح عن ان يكون له شريك في العبادة ، وجميع صفات النقص منتفية عنه .