Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 56-57)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى إِن هؤلاء الكفار { يجعلون لما لا يعلمون نصيباً } معناه إِنهم يجعلون لما لا يعلمون انه يضر ، ولا ينفع { نصيباً مما رزقناهم } يتقربون اليه ، كما يجب ان يتقربوا الى الله تعالى ، وهو ما حكى الله عنهم في سورة الانعام { من الحرث والأنعام } وغير ذلك { فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا } فجعلوا نصيباً لله ونصيباً للاصنام ، وهو قول مجاهد وقتادة وابن زيد . ثم أقسم تعالى فقال { تالله لتسئلن } سؤال التوبيخ ، لا سؤال الاستفهام { عما كنتم تعملون } في دار الدنيا لتلزموا به الحجة وتعاقبوا بعد اعترافكم على انفسكم . وانما كان سؤال التوبيخ ، لانه لا جواب لصاحبه الا ما يظهر به فضيحته . ثم اخبر تعالى عنهم بأنهم يجعلون لله البنات ، لانهم كانوا يقولون الملائكة بنات الله ، كما قال تعالى { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً } فقال تعالى تنزيهاً لنفسه عما قالوه { سبحانه } اي تنزيهاً له عن اتخاذ البنات . وقوله { ولهم ما يشتهون } ( ما ) في قوله { ولهم ما } يحتمل وجهين من الاعراب : احدهما - أن يكون في موضع نصب ، والمعنى ويجعلون لهم البنين الذين يشتهون . والثاني - ان يكون في موضع رفع والتقدير ولهم البنون ، على الاستئناف .