Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 76-76)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قيل في معنى ضرب هذا المثل قولان : أحدهما - انه مثل ضربه الله في من يؤملّ الخير من جهته ، وفي من لا يؤملّ ؛ فيؤمل الخير كله من الله تعالى ، لا من جهة الأوثان والعباد ، فلا ينبغي أن يسوّى بينهما في العبادة . الثاني - انه مثل للكافر والمؤمن ، ووجه التقابل في ضرب المثل بهذين الرجلين أنه على تقدير : ومن هو بخلاف صفته { يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم } في تدبير الأمور بالحق ، وهذا زيادة في ضرب المثل من الله تعالى ، فإِنه يقول : ان الرجلين إِذا كان أحدهما أبكم لا يقدر على شيء ، وهو الذي لا يسمع شيئاً ولا يبصر ، ولا يعقل ، وهو مع ذلك { كلٌّ على مولاه } أي وليّه { أينما يوجهه لا يأت بخير ، هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل } مع كونه { على صراط مستقيم } والمراد أنهما لا يستويان قط . والأبكم الذي يولد أخرس لا يفهم ولا يفهم . وقيل : أنه ضرب المثل للوثن مع إِنهماكهم على عبادته ، وهو بهذه الصفة . وقيل : الأبكم هو الذي لا يمكنه أن يتكلم . والكَلّ الثقل : كلَّ عن الأمر يكل كلا إِذا ثقل عليه ، فلم ينبعث فيه ؛ وكلت السكين كلولا إِذا غلظت شفرتها ، وكل لسانه إِذا لم ينبعث في القول لغلظه وذهاب حده ، فالأصل الغلظ الذي يمنع من النفوذ في الأمر . وقوله { وهو على صراط مستقيم } أي هو مع أمره بالعدل ، على طريق من الحق في دعائه إِلى العدل فأمره به مستقيم لا يعوّج ولا يزول عنه .