Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 86-88)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى مخبراً عن حال المشركين والكفار في الآخرة وأنهم إِذا رأوا شركاءهم الذين كانوا يعبدونهم من دون الله . وقيل انما سموا { شركاءهم } لأمرين : احدهما - لانهم جعلوا لهم نصيباً في أموالهم . الثاني - لانهم جعلوهم شركاء في العبادة . ومعنى قوله { هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك } اعتراف منهم على انفسهم بأنهم كانوا يشركون مع الله غيره في العبادة . وقوله { فألقوا إليهم القول إِنكم لكاذبون } قيل في معناه قولان : احدهما - ألقى المعبودون القول { إنكم لكاذبون } في أنا نستحق العبادة . والثاني - { إنكم لكاذبون } في قولكم إِنا دعوناكم الى العبادة . وقيل : انكم لكاذبون بقولكم إِنا آلهة . وإِلقاء المعنى الى النفس إِظهاره لها ، حتى تدركه متميزاً من غيره ، فهؤلاء ألقوا القول حتى فهموا عنهم انهم كاذبون . وقوله { وألقوا إلى الله يومئذ السلم } معناه استسلموا بالذل لحكم الله - في قول قتادة - { وضل عنهم ما كانوا يفترون } اي يضل ما كانوا يأملونه ويقدرون من ان آلهتهم تشفع لهم . ثم أخبر تعالى ان الذين يكفرون بالله ويجحدون وحدانيته ، ويكذبون رسله ، ويصدون غيرهم عن اتباع الحق الذي هو سبيل الله { زدناهم عذاباً فوق العذاب } . قال ابن مسعود : أفاعي وعقارب النار لها أنياب كالنخل الطوال جزاءاً { بما كانوا يفسدون } في الارض .