Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 108-110)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ اهل الكوفه إلا عاصماً { قبل أن ينفد } بالياء . الباقون بالتاء . فمن قرأ بالتاء ، فلتأنيث الكلمات ، ومن قرأ بالياء ، فلان التأنيث ليس بحقيقي . وقد مضى نظائر ذلك . اخبر الله تعالى عن أحوال المؤمنين الذين وصفهم بالأعمال الصالحة وأن لهم جنات الفردوس جزاء على أعمالهم بانهم خالدون في تلك الجنات . ونصب " خالدين " على الحال . وقوله { لا يبغون عنها حولاً } أي لا يطلبون عنها التحول والانتقال الى مكان غيرها . وقال مجاهد : الحول التحول أي لا يبغون متحولا . وقد يكون معناه التحول من حال الى حال ، ويقال حال عن مكانه حولا مثل صغر صغر او كبر كبراً . ثم أمر نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) أن يقول لجميع المكلفين : قل لو كان ماء البحر مداداً فى الكثرة لكتابة كلمات الله لنفد ماء البحر ولم تنفد كلمات الله بالحكم ، والبحر مستقر الماء الكثير الواسع الذي لا يرى جانباه من وسطه وجمعه أبحر وبحار وبحور ، والمداد هو الجائي شيئاً بعد شيء على اتصال . والمداد الذي يكتب به . والمدد المصدر . وهو مجيء شيء بعد شيء . وقال مجاهد : هو مداد العلم . والكلمة الواحدة من الكلام ، ولذلك يقال للقصيدة : كلمة ، لانها قطعة واحدة من الكلام ، والصفة المفردة : كلمة . و { مدداًَ } نصب على التمييز ، وهذا مبالغة لوصف ما يقدر الله تعالى عليه من الكلام والحكم . ثم قال قل لهم { إنما انا بشر مثلكم } لست بملك . آكل واشرب { يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد } أي يوحى الي بأن معبودكم الذي يحق له العبادة واحد { فمن كان } منكم { يرجو لقاء ربه } لقاء ثوابه او عقابه ويرجو معناه يأمل . وقيل معناه يخاف { فليعمل عملاً صالحاً } أي طاعة يتقرب بها اليه { ولا يشرك بعبادة } الله أحداً غيره : من ملك ولا بشر ولا حجر ، ولا مدر ولا شجر ، فتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً . وقال سعيد بن جبير معنى { لا يشرك بعبادة ربه أحداً } أي لا يرائي بعبادة الله غيره . وقال الحسن : لا يعبد معه غيره . وقيل إن هذه الآية آخر ما نزل من القرآن . وقال ابن جريج قال حي بن اخطب : تزعم يا محمد إنا لم نؤت من العلم إلا قليلا ، وتقول ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ، فكيف يجتمعان ، فنزل قوله تعالى { قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي } ونزل { ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام … } الآية .