Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 13-13)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابن عامر وأهل الكوفة بتحقيق الهمزتين ، وكذلك كل همزتين مختلفتين من كلمتين . الباقون بتخفيف الأولى وتليين الثانية . المعنى : المعنيّ بهذه الآية هم الذين وصفهم تعالى بانهم يقولون : { آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } والمعنى إذا قيل لهم آمنوا بمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) وبما جاء من عندالله ، كما آمن به الناس يعني المؤمنين حقاً ، لأن الألف واللام ليسا فيه للاستغراق ، بل دخلا للعهد فكأنه قيل : آمنوا كما آمن الناس الذين تعرفونهم باليقين والتصديق بالله ونبيه صلى الله عليه وآله وبما جاء به من عند الله . والألف في قوله : { أنؤمن } ألف إنكار ، وأصلها الاستفهام ، ومثله { أنطعم من لو يشاء الله أطعمه } وكقول القائل : أأضيع ديني وأثلم مرؤتي ؟ وكل هذا جواب ، لكن قد وضع السؤال فيه وضعاً فاسداً ، لوصفهم ان الذين دعوا إليهم سفهاء . وموضع ( إذا ) نصب ، وتقديره : قالوا إذا قيل لهم ذلك انؤمن ، فالعامل فيه قالوا . والسفهاء جميع سفيه ، مثل : علماء وعليم ، وحكماء وحكيم ، والسفيه : الضعيف الرأي الجاهل القليل المعرفة بمواضع المنافع والمضار ولذلك سمى الله الصبيان سفهاء بقوله : { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم } فقال عامه اهل التأويل هم النساء والصبيان لضعف آرائهم وأصل السفه : خفة الحلم وكثرة الجهل . يقال : ثوب سفيه اذا كان رقيقاً بالياً . وسفهته الريح : اذا طيرته كل مطيّر . وفي اخبارنا أن شارب الخمر سفيه فأمر الله تعالى أن يؤمنوا كما آمن المؤمنين المستبصرون فقالوا : أنؤمن كما آمن الجهال ، ومن لا رأي له ومن لا عقل له كالصبيان والنساء ، فحكم الله عليهم حينئذ بانهم السفهاء باخباره عنهم بذلك . وهو من تقدم ذكره من المنافقين . والسفيه إنما سمي مفسداً من حيث انه يفسد من حيث يظن انه يصلح ، ويضيّع من حيث يرى أنه يحفظ وكذلك المنافق يعصي ربه من حيث يظن انه يطيع ويكفر به من حيث يظن أنه يؤمن به . والألف واللام في السفهاء للعهد كما قلناه في الناس . وهذه الآية ايضاً فيها دلالة على من قال : إن الكافر لا يكون إلا معانداً ، لأنه قال : { ولكن لا يعلمون } .