Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 191-191)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القراءة : قرأ حمزة ، والكسائي ، { ولا تقتلوهم } { حتى يقتلوكم } { فإن قتلوكم } كله بغير ألف . الباقون بألف في جميع ذلك . المعنى : والمعنى لا تبدؤهم بقتل ولا قتال حتى يبدؤكم . إلا أن القتل نقض بنية الحياة ، والقتال محاولة القتل ممن يحاول القتل . وقوله : { واقتلوهم } أمر للمؤمنين بقتل الكفار { حيث ثقفتموهم } . الاعراب : ويجوز في حيث ثلاثة أوجه : ضم الثاء ، وفتحها ، وكسرها ، فالضم لشبهها بالغاية ، نحو قبل وبعد ، لأنه منع الاضافة الى المفرد مع لزوم معنى الاضافة له ، فجرى لذلك مجرى قبل وبعد في البناء على الضم ، ولا يجب مثل ذلك في ( إذ ) لأنها مبنية على الوقف ، كما أنّ ( مذ ) لا يجب فيها ما يجب في منذ . والفتح ، لأجل الياء ، كما فتحت ( أين ، وكيف ) والكسر فعلى أصل الحركة ، لالتقاء الساكنين . وإنما كتبت بغير ألف - في الثلاث والكلام في المصحف للايجاز ، كما كتبوا الرحمن بلا ألف . وكذلك صالح وخالد ، وما أشبهها ، من حروف المد واللين ، لقوتها على التغيير . اللغة : وقوله { ثقفتموهم } تقول : ثقفته أثقفه ثقفاً : اذا ظفرت به ، ومنه قوله : { فأما تثقفنهم في الحرب } وثقفت الشىء ثقافة : اذا حذقته ، ومنه اشتقاق الثقافة بالسيف ، وقد ثقف ثقافة فهو ثقف . والثقاف حديدة تكون مع القواس ، والرّماح يقوم بها المعوج . وثقف الشىء ثقفاً : إذا لزم ، وهو ثقف اذا كان سريع التعلم . وثقفته تثقيفاً : إذا قومته . وأصل الباب : التثقيف التقويم . المعنى : وقوله { والفتنة أشد من القتل } قال الحسن ، وقتادة ، ومجاهد ، والربيع ، وابن زيد ، وجميع المفسرين : إنها الكفر . وأصل الفتنة الاختبار ، فكأنه قال : والكفر الذي يكون عند الاختبار أعظم من القتل في الشهر الحرام ووجه قراءة من قرأ { ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم فيه } أنه جاء في كلام العرب إذا قتل بعضهم ، قالوا : قتلنا ، فتقديره حتى يقتلوا بعضكم . ومعنى قوله { وأخرجوهم من حيث أخرجوكم } أي أخرجوهم من مكة كما أخرجوكم منها . وروى أن هذه الآية نزلت في سبب رجل من الصحابة قتل رجلا من الكفار في الشهر الحرام ، فعابوا المؤمنين بذلك فبّين الله تعالى أن الفتنة في الدين أعظم من قتل المشركين في الشهر الحرام وإن كان محظوراً لا يجوز .