Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 246-246)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القراءة : قرأ نافع عسيتم بكسر السين . الباقون بفتحها . اللغة : الملأ : الجماعة الأشراف من الناس وروي أن رجلا من الأنصار قال يوم بدر : إن قتلنا الاّعجاز صلعا ، فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " أولئك الملا من قريش لو رأيتهم في أنديتهم لهبتهم ، ولو أمروك لأطعتهم ، ولاحتقرت فعالك عند فعالهم " وتقول ملأت الاناء أملأه ملاء إذا أترعته ، لأنه يجتمع فيه ما لا يكون معه مزيد عليه ، وامتلأ امتلاء : إذا طفح ، ومالأت الرجل : إذا عاونته ممالأة . وتمالؤوا عليّ : إذا تعاونوا . وملوء الرجل ملاءة ، فهو مليء بالأمر : إذا أمكنه القيام به . ووعاء ملآن والانثى ملآى ، والجمع : ملاء . والملأ : الجماعة من الناس يستجمعون للمشاورة . والجميع الاملاء قال الشاعر : @ وقالت لنا الاملاء من كل معشر وخير أقاويل الرجال سديدها @@ والاملاء : الريطة وأصل الباب الاملاء ، وهو الاجتماع فيما لا يحتمل المزيد ، ومنه شاب مالىء العين أي قد اجتمع له من الحسن في العين ما ليس عليه مزيد . والملأ : الخلق ، لأن جميع أفعال صاحبه تجرى عليه . المعنى : وقال السدي : إن النبي الذي قالت له بنوا إسرائيل ما حكاه يقال : شمعون سمته أمه بذلك لأن الله سمع دعاءها فيه . وقال قتادة : هو يوشع بن نون . وقال وهب بن منية : هو شمويل ، وهو المروي عن أبي جعفر ( ع ) . وكان سبب سؤالهم هذا استذلال الجبابرة لهم من الملوك الذين كانوا في زمانهم إياهم على قول وهب ، والربيع . وقال السدي : قتال العمالقة . وإنما سألوا ملكا ، ليكون آمراً عليهم تنتظم به كلمتهم ، وتجتمع أمورهم ، ويستقيم حالهم في جهاد عدّوهم . الاعراب ، واللغة : وأكثر النحويين على الجزم في { نقاتل } مع النون ، وقالوا : لا يجوز غير الجزم . وأجاز الزجاج الرفع على ضعف فيه على تقرير : فانا نقاتل في سبيل الله . ولو كان بالتاء لجاز الرفع على أن يكون صفة للملك . والجزم على الجواب ، كما قال { فهب لي من لدنك ولياً يرثني } بالجزم ، والرفع . ولو كان ( نقاتل معه ) لحسن الرفع أيضاً لعائد الذكر ، ولا يجوز أن تقول : الذي مررت زيد ، تريد : به . ودخلت ( أن ) في قوله : { مالنا ألاّ نقاتل في سبيل الله } ، وأسقطت في قوله : { وما لكم لا تؤمنون بالله } لأحد ثلاثة أشياء : أولها - دخلت ( أن ) لتدل أن فيه معنى : ما منعنا من أن نقاتل ، كما دخلت الباء في خبر هل لما تضمنت معنى ما قال الفرزدق يهجو جريراً ، ويذكر أن أباه كان ينكح اتاناً . @ يقول إذا اقلولى عليها وأقردت ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم @@ معنى اقلولى : علاها ، ومعنى أقردت : ذلت . وأما سقوطها في الموضع الآخر ، فعلى الأصل كأنه قيل : ما لنا غير مقاتلين ، كما قال : { فما لهم عن التذكرة معرضين } هذا قول الفراء . الثاني - أن تكون ( أن ) زائدة في قول الاخفش ، وهو ضعيف ، لأنه لا يجوز الحمل على الزيادة لا لضرورة . الثالث - على حذف الواو كأنه قال : وما لنا ولأن نقاتل ، كما قالوا : إياك أن تتكلم بمعنى إياك وأن تتكلم . قال الرماني : وهذا ليس بالوجه ، لأنه لا يحكم أحد بالحذف ، ولا بالزيادة إلا عند الضرورة قال الشاعر : @ فبح بالسرائر في أهلها وأياك في غيرهم أن تبوحا @@ فالآية مستغنية عن الواو مثل البيت سواء قال الشاعر : @ فاياك المحاين أن تحينا @@ فانما هو على احذر المحاين لا على إضمار ( أن ) . وقال المبرد في ( ما ) وجه آخر ، وهو أن يكون جحداً ، ويكون تقديره : ما لنا ترك القتال . وعلى الوجه الأول ( ما ) استفهام ، وإنما جاز ، ما لك أن تقوم ، ولم يجز ما لك أن قمت , لأن المنع إنما يكون على الاستئناف ، تقول : منعه أن يقوم ، ولا يجوز أن يقوم منعه أن قام ، كذا قال الفراء في الكلام حذف ، وتقديره : { وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبناءنا } فسأل ، فبعث ، فوجب عليهم القتال { فلما كتب } { تولوا } ، وإنما وجب أن يكون محذوفاً ، لأن الكلام لا يدل عليه إلا من جهة الذكر له أو الحذف منه ، فأما ما يدل عليه الكلام من غير جهة الذكر له ، أو الحذف منه ، فليس بمحذوف نحو قد عُرف زيد ، فانه يدل على أنه عرفه عارف ، وليس بمحذوف ، لأنه لم يدل عليه من جهة الذكر له ولا الحذف منه . وعسيتم - بكسر السين - لغة ، والفتح أكثر . وقوله : { إلا قليلاً } لا يجوز فيه الرفع ، لأنه استثناء بعد موجب ، وكذلك قوله : { فشربوا منه إلا قليلاً } لا يجوز فيه الرفع .