Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 248-248)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى : قال الحسن : وجه الآية في التابوت أن الملائكة كانت تحمله بين السماء والارض يرونه عياناً وقال ابن عباس ووهب : إن الله انتزعه من أيدي أعدائهم الذين نهبوه منهم ، فردّ عليهم { تحمله الملائكة } وقيل : إن التابوت كان في أيدي أعداء بني إسرائيل من العمالقة الذين غلبوهم عليه - على قول ابن عباس ، ووهب - , وروي ذلك عن أبي عبد الله ( ع ) . وقال قتادة : كان في برية التيه : خلفه هناك يوشع ابن نون . وقال وهب بن منبه : كان قدر التابوت نحواً من ثلاث أذرع في ذراعين . وروي عن علي ( ع ) . أنه قال : السكينة التي كانت فيه ريح هفافة لها وجه كوجه الانسان . وقال مجاهد لها رأس كرأس الهرة ، وروي ذلك في أخبارنا . وقال وهب : روح من الله تكلمهم بالبيان عند وقوع الاختلاف . وقال عطا : كان فيه آية يسكنون إليها . والسكينة مصدر وقع موقع الاسم نحو القضية والبقية والعزيمة وأخذ من معنى السكون لأن نفوسهم تسكن إليه والبقية التي ترك آل موسى ، وآل هارون . قال ابن عباس ، وقتادة ، والسدي : إنها عصا موسى ورصاص للالواح ، وهو المروي عن أبي جعفر . وقال أبو جعفر التابوت هو الذي وضعت أم موسى فيه موسى حين ألقتة في اليم . وأقوى هذه الأقوال أن يحمل على أنه كان فيه ما يسكنون إليه ، ويجوز أن يكون ذلك عصا موسى والرصاص ، وغير ذلك مما اختلفوا فيه بعد أن يكون فيه ما تسكن النفس إليه ، لأنه تعالى بين أن فيه سكينة ، وهي فعيلة من السكون ، ولا يقطع بشيء من ذلك إلا بدليل يوجب العلم . وقال الحسن : كان فيه التوراة وشيء من ثياب موسى . اللغة : وفي التابوت لغتان فلغة جميع العرب إلا الأنصار : التابوت بالتاء . والانصار تقول : التابوه بالهاء . ويقال : بقي بقاء وأبقاه إبقاء واستبقاه استبقاء وتبقاء تبقياً وتباقى تباقياً وباقاه مباقاة . ومنه بقايا الخراج . وأصل الباب البقاء : خلاف الفناء . وقوله : { تحمله الملائكة } تقول : حمل يحمل حملا واحتمل احتمالا وتحامل تحاملا . وتحملّ تحملا وحمله تحميلا وحامله محاملة . وانحمل انحمالا واستحمل استحمالا . والحمل من الضّان : الخروف . والحمل : السحاب الكثير الماء . والحمل : ما في البطن . والحمل : ما على الظهر . والحمالة علاّقة السيف . والمحمل : الذي يوكبه الناس والحمالة الدية ، يتحملها قوم عن قوم والحميل : الكفيل ، والحميل الغريب لأنه يحمل على القوم وليس منهم . وحميل السيل : غثاؤه . وامرأة حامل : حبلى لحملها الولد . وحملت فلاناً على فلان : إذا حرشته عليه ، لأنك حملته على مكروهه . والحمولة الابل لأنها يحمل عليها الأثقال . وأصل الباب الحمل : كون الشىء على الشىء وقوله : { إن كنتم مؤمنين } معناه إن كنتم مصدقين ولا يجوز أن يكونوا على تثبيت الايمان لهم ، لأنهم كفروا حين ردّوا على نبيهم . وقيل : إن كنتم مؤمنين كما تزعمون .