Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 265-265)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القراءة : قرأ عاصم وابن عامر بربوة - بفتح الراء - الباقون بضمها . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع { أكلها } باسكان الكاف الباقون بالتثقيل . المعنى : وهذا مثل ضربه الله لمن أنفق ماله ابتغاء مرضاة الله أي طلباً لرضاه . وقوله : { وتثبيتاً من أنفسهم } بقوة اليقين والبصيرة في الدين في قول ابن زيد ، والسدي ، وأبي صالح والشعبي . الثاني - قال الحسن ومجاهد : معناه أنهم يتثبتون أين يضعون صدقاتهم . الثالث - قال أبو علي : معناه توطيناً لنفوسهم على الثبوت على طاعة الله واعترض على قول مجاهد بأنه لم يقل تثبيتاً . وهذا ليس بشيء لأنه لا يجوز أن يقول القائل يثبتوا أنفسهم تثبيتاً إذا كانوا كذلك فهم لا يتثبتون أين يضعون الصدقات . وقوله : { كمثل جنة بربوة } إنما خصت بالربوة لأنها إذا كانت بربوة فتثبتها أحسن وربيعها أكثر كما قال الاعشى : @ ما روضة من رياض الحزن معشبة خضراء جاد عليها مسبل هطل @@ فخص بها الحزن لما بيناه . اللغة : والربو : الزيادة يقال ربا الشيء يربو إذا زاد . وأصابه ربو : إذا أصابه نفس في جوفه ، لزيادة النفس على عادته . والربوة : العلو من الأرض لزيادته على غيره بارتفاعه . والربا في المال : المعاملة على أن يأخذ أكثر مما يعطي للزيادة على ما يفرض يقال ربا المال يربو رباً وأربى صاحبه فهو مرب . وأصل الباب الزيادة : وفي الربوة ثلاث لغات - فتح الراء وضمها وكسرها - . وفيها أربع لغات أخر رباوة ورباوة ورباوة وربا . فتلك سبع لغات . المعنى واللغة : وقال ابن عباس ، والضحاك ، والحسن ، ومجاهد ، والسدي ، والربيع : الربوة ولرابية المرتفع من الارض { فأتت أكلها } فالفرق بين الاكل والاكل ان الاكل بالفتح المصدر والاكل بالضم الطعام الذي يؤكل { ضعفين } يعني مثلين في قول الزجاج لأن ضعف الشيء مثله زائداً عليه وضعفاه مثلاه زائدين عليه . وقال قوم : ضعف الشيء مثلاه . وقوله { فطل } قال الحسن والضحاك والربيع وقتادة هو اللين من المطر . وإنما ذكر الطل ها هنا لتشبيه أضعاف النفقة به كثرت أو قلت : إذ كان خيرها لا يختلف على حال في قول الحسن وقتادة . وإنما قيل لما مضى { فإن لم يصبها وابل فطل } لأن فيه إضمار ( كان ) كأنه قيل : فان يكن لم يصبها وابل ، فطل . ومثله قد أعتقت عبدين فان لم أعتق اثنين فواحداً بقيمتهما . والمعنى ان أكن لم أعتق قال الشاعر : @ إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة ولم تجدي من أن تقري بها بدا @@ كأنه قال : أكن لم تلدني لئيمة . والطل المطر الصغار القطر يقال : أطلت السماء فهي مطلة . وروضة طلة ندية . والطل : إبطال الذم بأن لا يثار بصاحبه . طل دمه فهو مطلول لأنه بمنزلة ما جاء عليه الطل ، وأذهبه كأنه قيل غسله . والطل والطلل ما شخص من الدار ، لأنه كموضع الندى بالطل لغمارة الناس له خلاف المستوى ، والقفر ، لأن الخصب حيث تكون الأبنية . وصار الطلل اسماً لكل شخص . والاطلال : الاشراف على الشيء والطل : الشحم ، ما بالناقة طل أي ما بها طرق . وطلة الرجل امرأته . وأصل الباب الطل : المطر . وقوله : { والله بما تعملون بصير } معناه عالم بأفعالكم ، فيجازيكم بحسنها وفي ذلك ترغيب وترهيب .