Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 68-68)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الفارض : الكبيرة المسنة . وبه قال الجمهور . يقال منه : فرضت البقرة تفرض فروضاً . وفرضت تفرض فراضة : إذا أسنت . قال الشاعر : @ لعمري لقد اعطيت جازك فارضا تساق إليه ما تقوم على رجل @@ وقيل : إن الفارض : التي قد ولدت بطونا كثيرة . فيتسع لذلك جوفها ، لأن معنى الفارض ، في اللغة الواسع . وهو قول بعض المتأخرين . واستشهد بقول الراجز : @ يا رُبّ ذي ضِغْنٍ عليَّ فارض له قروءٌ كقروء الحائض @@ ومنه قول الراجز : @ هدلاء كالوطب تجاه الماخض له زجاج ولهاة فارض @@ ويقال لحية فارض : إذا كانت عظيمة . قال الشاعر : @ شيب اصداغي فرأسي ابيض محامل فيها رجال فرّض @@ أي ذو أسنان : وقال الجبائي : الفارض : التي لم تلد بطونا كثيرة ، فيتسع لذلك بطنها . قال الرماني وهذا غلط لا يعرف . والبكر : الصغيرة التي لم تحمل . والبكر من اناث البهائم وبني آدم : ما لم يفتحله الفحل . مكسورة الباء والبكر : بفتح الباء الفتي من الابل والعوان : النصف التي قد ولدت بطناً أو بطنين قال الفراء : يقال من العوان : عوّنت المرأة تعويناً بالفتح والتشديد وعونت : إذا بلغت ثلاثين سنة . وقال أبو عبيدة : إنما قال : { عوان بين ذلك } ولم يقل بينهما ، لأنه أخرجه على لفظة واحدة ، على معنى هذا الكلام الذي ذكرناه . قال رؤبة في صفة العير : @ فيه خطوط من سواد وبلق كأنها في الجلد توليع البهق @@ قال ابو عبيدة : إن أردت الخطوط ، فقل : كأنها ، وان اردت السواد والبلق ، فقل : كانهما . فقال : كان ذلك وذاك . قال الفراء : إنما يصح ان يكنى عن الاثنين بقولهم ذاك في الفعلين خاصة . ولا يجوز في الاسمين . ألا ترى ، انهم يقولون : اقبالك وادبارك يشق علي ، لأنهما مشتقان من فعل . ولم يقولوا : أخوك وابوك يزورني حتى تقول : يزوراني . وقال الزجاج تقول : ظننت زيداً قائماً فيقول القائل ظننت ذلك وذاك . قال الشاعر في صفة العوان : @ خرجن عليه بين بكر عويرة وبين عوان بالعمامة ناصف @@ بين ذلك يعني بين الكبيرة والصغيرة . هو اقوى ما يكون من البقر واحسنه قال الاخطل : @ وما بمكة من شمطٍ محفِّلة وما بيثرب من عون وابكار @@ ويقال بقرة عوان ، وبقر عون . قال الاخفش : لا فارض ، ولا بكر . ارتفع ولم ينتصب كما ينتصب النفي لأن هذه صفة في معنى البقرة والنفي المنصوب ، لا يكون صفة من صفتها . انما هو اسم مبتدأ وخبره مضمر . وهذا مثل قولك : عبد الله لا قائم ولا قاعد . أدخلت لا للنفي وتركت الاعراب على حاله ، لو لم يكن فيه لا ، ثم قال : { عوان } فوقع على الابتداء . كأنه قال : هي عوان . ويقال ايضاً : عوانة . قال الاعشى :