Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 11-15)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن كثير وابو عمور { إني أنا ربك } بفتح الهمزة والياء . الباقون بكسرها وسكون الياء إلا نافعاً فانه فتح الياء . وقرأ ابن كثير وابو عمرو ونافع وعاصم وحمزة والكسائي { طوى } بضم الطاء مصروفاً . وروى بكسر الطاء غير مصروف ابو زيد عن أبي عمرو . وقال : هي أرض . وقرأ { وإنا اخترناك } بالتشديد بالف حمزة ، واصله واننا اخترناك والنون والالف نصب بـ ( إن ) و ( ان ) مع ما بعدها فى موضع نصب بتقدير ، نودي { إنا اخترناك } . وقرأ الباقون { وأنا اخترتك } على التوحيد فـ { أنا } رفع بأنه ابتداء و { اخترتك } خبره . وفى قراءة أبي { وإنني اخترتك } فهذه تقوي قراءة حمزة والكسائي . من لم يصرف { طوى } يجوز أن يكون اعتقد انه معدول عن ( طاو ) وهو معرفة ، ويجوز أن يكون نكرة ، لأنه اسم البقعة . يقول الله تعالى لنبيه ( صلى الله عليه وسلم ) إن موسى ( ع ) لما أتى النار التي آنسها نودي ، فقيل له يا موسى ، والنداء الدعاء على طريقة يا فلان ، وهو مد الصوت بنداء على هذه الطريقة يقال : صوت نداء ، وذلك أنه بندائه يمتد { إني أنا ربك } فيمن فتح الهمزة . فالمعنى نودي بأني أنا ، ولما حذف الباء فتح . ومن كسرها فعلى الاسنئناف أو على تقدير قيل له إني أنا ربك الذي خلقك ودبرك { فاخلع نعليك } وانما علم موسى ( ع ) أن هذا النداء من قبل الله تعالى بمعجزة أظهرها الله ، كما قال في موضع آخر { نودي من شاطيء الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين * وان ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبراً ولم يعقب } حتى قيل له { يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين } وقيل السبب الذي لأجله أمر بخلع النعلين فيه قولان : احدهما - ليباشر بقدميه بركة الوادي المقدس في قول علي ( ع ) والحسن وابن جريج . وقال كعب وعكرمة : لانها كانت من جلد حمار ميت . وحكى البلخي أنه امر بذلك على وجه الخضوع والتواضع ، لان التحفي في مثل ذلك أعظم تواضعاً وخضوعاً . والخلع نزع الملبوس يقال : خلع ثوبه عن بدنه وخلع نعله عن رجله . وقد ينزع المسمار ، فلا يكون خلعاً ، لانه غير ملبوس ويقال : خلع عليه رداءه كأنه نزعه عن نفسه وألبسه اياه . والوادي سفح الجبل . ويقال للمجرى العظيم من مجاري الماء واد واصله عظم الامر . ووديته إذا أعطيته ديته ، لأنها عطية عن الأمر العظيم من القتل . والمقدس المبارك - فى قول ابن عباس ومجاهد - وقيل هو المطهر ، قال امرؤ القيس : @ كما شبرق الولدان ثوب المقدس @@ يريد بالمقدس : العابد من النصارى ، كالقسيس ونحوه و ( شبرق ) أي شق . وقيل فى معنى ( طوى ) قولان : احدهما - قال ابن عباس ومجاهد وابن زيد : هو اسم الوادي . وقال الحسن : لانه طوي بالبركة مرتين ، فعلى هذا يكون مصدر طويته طوى ، وقال عدي بن زيد : @ آعاذل ان اللوم فى غير كنهه عليّ طوى من غيك المتردد @@ وقوله { وأنا اخترتك } اي اصطفيتك { فاستمع لما يوحى } اليك من كلامي واصغ اليه وتثبت { إني أنا الله لا إله إلا أنا } أي لا إله يستحق العبادة غيري { فاعبدني } خالصاً ، ولا تشرك في عبادتي احداً { وأقم الصلاة لذكري } أي لتذكرني فيها بالتسبيح والتعظيم - في قول الحسن ومجاهد - وقيل : معناه لأن أذكرك بالمدح والثناء . وقيل المعنى متى ذكرت ان عليك صلاة كنت فى وقتها أوفات وقتها ، فأقمها . وقرئ - بفتح الراء - قال أبو علي : يحتمل أن يكون قلب الكسرة فتحة مع ياء الاضافة . ثم اخبر الله تعالى بأن الساعة يعني القيامة { آتية } أي جائية { أكاد أخفيها } معناه أكاد لا أظهرها لاحد - في قول ابن عباس والحسن وقتادة - أي لا أذكرها بأنها آتية ، كما قال تعالى { لا تأتيكم إلا بغتة } وقيل { أخفيها } بضم الألف بمعنى أظهرها ، وانشد بيتاً لأمرئ القيس بن عابس الكندي : @ فان تدفنوا الداء لا نخفه وإن تبعثوا الحرب لا نقعد @@ فضم النون من نخفه - ذكره ابو عبيدة - قال انشدنيه ابو الخطاب هكذا ، وانشده الفراء بفتح النون . وقال ابي بن كعب : المعنى { أكاد أخفيها } من نفسي . قال ابن الانباري تأويله من نفسي { أكاد أخفيها } أي من قبلي ، كما قال { تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك } وقوله { لتجزي كل نفس بما تسعى } اي تجازي كل نفس بحسب عملها ، فمن عمل الطاعات اثيب عليها ، ومن عمل المعاصي عوقب بحسبها