Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 1-5)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

خمس آيات في الكوفي ، لأنهم عدوا { طه } آية وأَربع في الباقين . قرأ ابو عمرو { طه } بفتح الطاء وامالة الهاء . وقرأ حمزة والكسائي وخلف وابو بكر إلا الأعشى والبرجمي بامالتهما . الباقون بفتحهما . وقرأ عيسى بن عمر ضد قراءة أبي عمرو - بكسر الطاء وفتح الهاء - وقرأ الحسن باسكان الهاء ، وفسره يا رجل . وقرأ ابو جعفر بتقطيع الحروف ، ورواه الأصمعي عن نافع ، وروي عن نافع بين الكسر والفتح في الحرفين ، وروي الفتح فيهما ، وهو الأظهر . فمن فخم فلأنها لغة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهي لغة اهل الحجاز ، ومن أمال ، فهو حسن . قال ابو عمرو : املت الهاء لئلاّ تلتبس بهاء الكناية . وقد بينا فى اول سورة البقرة معنى اوائل السور واختلاف الناس فيه ، وأن أقوى ما قيل فيه : إنها اسماء للسور ومفتاح لها . وقال قوم : هو اختصار من كلام خص بعلمه النبي صلى الله عليه وآله . وقال ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد : معنى { طه } بالسريانية يا رجل . ومنهم من قال هو بالنبطية . وقال الحسن : هو جواب المشركين لما قالوا : انه شقي فقال الله تعالى يا رجل ما انزلنا عليك القرآن لتشقى ، وقيل : إن طه بمعنى يا رجل فى لغة عكّ وانشد لمتمم بن نويرة : @ هتفت بطه في القتال فلم يجب فخفت عليه ان يكون موائلا @@ وقال آخر : @ إن السفاهة طه من خلائقكم لا بارك الله فى القوم الملاعين @@ ومن قرأ { طه } بتسكين الها تحتمل قراءته امرين : احدهما - ان تكون الهاء بدلا من همزة طاء ، كقولهم في أرقب هرقب ، والآخر ان يكون على ترك الهمز ( ط ) يا رجل ، وتدخل الهاء للوقف . والشقاء استمرار ما يشق على النفس ، يقال : شقي يشقى شقاً ، وهو شقي ونقيض الشقاء السعادة . وقيل في قوله { ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى } قولان : احدهما - قال مجاهد وقتادة : إنه نزل بسبب ما كان يلقى من التعب والسهر في قيام الليل . والثاني - قال الحسن : انه جواب للمشركين لما قالوا : انه شقي . وقوله { إلا تذكرة لمن يخشى } معناه لكن انزلناه تذكرة أي ليتذكر به من يخشى الله ويخاف عقابه ، يقال : ذكره تذكيراً وتذكرة ، ومثله { وما لأحد عنده من نعمة تجزي إلا ابتعاء وجه ربه الأعلى } اي لكن ابتغاء وجه ربه ، وما فعله إلا ابتغاء وجه ربه ، ومثله قول القائل : ما جئت لأسوءك إلا إكراماً لزيد ، يريد ما جئت إلا اكراماً لزيد ، وكذلك المصادر التي تكون عللا لوقوع الشيء نحو جئتك ابتغاء الخير اي لابتغاء الخير . وقوله { تنزيلاً ممن } معناه نزل تنزيلا . وقيل تقديره { إلا تذكرة … تنزيلاً ممن خلق الأرض والسماوات العلى } أي أبدعهن وأحدثهن و { العلى } جمع عليا ، مثل ظلمة وظلم ، وركبة وركب ، ومثل الدنيا والدنى . والقصوى والقصى . وقوله { الرحمن } رفع بأنه خبر مبتدأ ، لانه لما قال { تنزيلاً ممن خلق } بينه فكأنه قال : هو الرحمن ، كقوله { بِشَرٍّ من ذلكم النار } وقال ابو عبيدة : تقديره { ما أنزلنا عليك القرآن … إلا تذكرة لمن يخشى } لا لتشقى . [ ويحتمل أن يكون المراد ما انزلنا عليك القرآن لتشقى ] وما انزلناه إلا تذكرة لمن يخشى . { الرحمن على العرش استوى } قيل فى معناه قولان : احدهما - انه استولى عليه ، وقد ذكرنا فيما مضى شواهد ذلك . الثاني - قال الحسن " استوى " لطفه وتدبيره ، وقد ذكرنا ذلك أيضاً فيما مضى ، وأوردنا شواهده فى سورة البقرة فأما الاستواء بمعنى الجلوس على الشيء فلا يجوز عليه تعالى ، لانه من صفة الاجسام ، والاجسام كلها محدثة . ويقال : استوى فلان على مال فلان وعلى جميع ملكه أي احتوى عليه . وقال الفراء : يقال : كان الأمر في بني فلان ثم استوى فى بني فلان أي قصد اليهم وينشد : @ أقول وقد قطعن بنا شرورى ثواني واستوين من النجوع @@ أي خرجن واقبلن