Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 100-100)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

النزول : قال زيد بن أسلم والسدي أن هذه الآية نزلت في الأوس والخزرج لما أغزى قوم من اليهود بينهم ليفتنوهم عن دينهم . اللغة ، والاعراب ، والمعنى : وقوله : { إن تطيعوا } فالطاعة موافقة الارادة الجاذبة للفعل بالترغيب فيه ، والاجابة موافقة الارادة الداعية إلى الفعل ولذلك يجوز أن يكون الله تعالى مجيباً للعبد إذا فعل ما دعا العبد به ، ولم يجز أن يكون مطيعاً له . و ( يا ) حرف النداء وأي هو المنادى . و ( ها ) للتنبيه وهو اسم مبهم يحتاج أن يوصف بالواحد والجميع لشدة إبهامه من حيث ، لا يوقف عليه دون ما يوضحه . ولم يجز مثل ذلك في هذا ، وإن كان اسماً مبهما ، لأنه يدخله التثنية ، والجمع ، نحو هؤلاء وهذان وليس كذلك أي . فان قيل لم جاز صفة المبهم بالموصول ولم يجز بالمعطوف ؟ قيل : لأن الموصول بمنزلة اسم واحد لنقصانه عن التمام إلا بصلته ، فعومل لذلك معاملة المفرد ، وليس كذلك المعطوف ، لأنه اسم تام ، فلذلك لم يجز يا أيها الطويل والقصير على الصفة ، وجاز يا أيها الذي أكرم زيداً على الصفة ، ويجوز يا أيها الطويل والقصير على أن يكون القصير منادا أيضاً ويجوز أن تقول يا هذا وتقف عليه . ولا يجوز أن تقول يا أيها وتقف . وإن كانا مبهمين لا يحتاجان إلى صلة ، لأن أي وصلة إلى نداء ما فيه الالف واللام ، كما أن الذي وصلة إلى صفة المعرفة بالجملة ، ولذلك جاز النصب في يا هذا الكريم ، ولم يجز في يا أيها الكريم . ومعنى الآية النهي عن طاعة الكفار وبيان أن من أطاعهم يدعوه ذلك إلى الارتداد عن دينه بعد أن كان مؤمناً ورجوعه كافراً .