Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 107-107)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
إن قيل : لم ذكر تعالى حال الكافرين وحال المؤمنين ولم يذكر حال الفاسقين ؟ قلنا : ليقابل اسوداد الوجوه لابيضاض الوجوه بالعلامتين ، وحال الفاسقين موقوفة على دلالة أخرى وآية أخرى . وقوله : { ففي رحمة الله } قيل في معناه قولان : أحدهما - انهم في ثواب الله وان الرحمة هي الثواب . والثاني - انهم في ثواب رحمة الله ، فحذف ، كما قال : { واسأل القرية } ذكره الزجاج . والاول أجود ، لأن الرحمة ها هنا هي الثواب وإذا صح حمل الكلام على ظاهره من غير حذف كان أولى من تقدير محذوف منه من غير ضرورة . والآية تدل على أن ثواب الله تفضل ، لأن رحمة الله إنما هي نعمته ، وكل نعمة فانه يستحق بها الشكر ، وكل نعمة تفضل ، ولو لم تكن تفضلا لم تكن نعمة . وقيل في وجه كونه تفضلا قولان : أحدهما - إنما كان تفضلا ، لأن السبب الذي هو التكليف تفضل . والثاني - إنه تفضل لأنه بمنزلة ايجاز الوعد في أنه تفضل مستحق ، لأن المبتدىء به قد كان له أن لا يفعله ، فلما فعله وجب عليه الوفاء به ، لأنه لا يجوز الخلف ، وهو مع ذلك تفضلا ، لأنه جر إليه تفضل ، واختار الرماني هذا الوجه . وإنما كرر الظرف في قوله : { ففي رحمة الله هم فيها خالدون } لأمرين : أحدهما - للتأكيد ، والثاني - للبيان عن صحة الصفتين أنهم في رحمة الله ، وانهم فيها خالدون ، وكل واحدة قائمة بنفسها .