Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 147-147)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى واللغة : هذا إخبار عن الربيين الذين ذكرهم في الآية الاولى بأنهم كانوا يقولون في أكثر أحوالهم { ربنا اغفر لنا ذنوبنا } لأن من المعلوم أنهم قد كانوا يقولون أقوالا غير هذا ، لكن لما كان هذا هو الأكثر لم يعتد بذلك . وقيل : معناه وما كان قولهم حين قتل نبيهم إلا هذا القول انقطاعاً إلى الله وطلباً لمغفرته . وقوله : { اغفر لنا ذنوبنا } أي استرها علينا بترك عقابنا ، ومجازاتنا عليها { وإسرافنا في أمرنا } فالاسراف هو مجاوزة المقدار الذي تقتضيه الحكمة . والاسراف مذموم ، كما أن الاقتار مذموم ، كما قال تعالى : { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط } وكما قال { والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما } والاسراف ، والافراط بمعنى ، وضدهما التقصير والتقتير . وقيل الاسراف مجاوزة الحق إلى الباطل بزيادة أو نقصان . والأول أظهر . وأصل الاسراف مجاوزة الحد يقال : سرفت القوم إذا جاوزتهم ، وأنت لا تعرف مكانهم وسرفت الشيء إذا نسيته لانك جاوزته إلى غيره بالسهو عنه . ويقال : أصنع من سرفة ، وهي دويبة صغيرة تنقب الشجر ، وتبني فيه بيتاً . إن قيل : كيف قوبل الذنوب والاسراف في الامر ؟ قلنا : قال الضحاك : هو بمنزلة اغفر لنا الصغير والكبير من خطايانا . الاعراب ، والمعنى : و { قولهم } نصب بأنه خبر ( كل ) والاسم { أن قالوا } ، وانما اختير ذلك ، لأن ما بعد الايجاب معرفة ، فهو أحق بأن يكون الاسم ، كقول الشاعر : @ وقد علم الاقوام ما كان داءها بثهلان إلا الخزيُ ممن يقودها @@ ويجوز الرفع على أنه اسم ( كان ) وقد قرئ به في الشواذ . ومثله قوله : { ما كان حجتهم إلا أن قالوا } { وما كان جواب قومه إلا أن قالوا } وقوله : { وثبت أقدامنا } أي أعنا وألطف لنا بما تثبت معه أقدامنا وإن كان ثبوت القدم من فعل العباد لكن لما كان بلطفه ومعونته جاز نسبته إليه مجازا .