Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 154-154)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القراءة والمعنى والحجة والاعراب والقصة : قرأ حمزة ، والكسائي : تغشى بالتاء الباقون بالياء . فمن قرأ بالتذكير أراد النعاس ، ومن أنث أراد الامنة ، ومثله { ألم يك نطفة من مني يمنى } { إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي } بالتاء ، والياء . وقرأ أبوعمرو ، وحده { إن الأمر كله } بالرفع . الباقون بالنصب ، ووجه الرفع أنه على الابتداء ، كما قال : { وكل أتوه داخرين } ويكون ( لله ) خبره ، لأنه لما وقع الأمر في الجواب اُديت صورته في الاسم ثم جاءت الفائدة في الخبر ، ولأنه نقيض بعض ، فكما يجوز الرفع في ( بعض ) يجوز في ( كل ) نحو إن الأمر بعضه لزيد . والنصب على أنه تأكيد للامر { وامنة } منصوب ، لأنه مفعول به ، ونعاساً بدلا منه ، والنعاس هو الامنة . وهذه الأمنة التي ذكرها الله في هذه الآية نزلت يوم أحد في قول عبد الرحمن ابن عوف وأبي طلحة ، والزبير بن العوام ، وقتادة ، والربيع ، وكان السبب في ذلك توعد المشركين لهم بالرجوع ، فكانوا تحت الجحف متهيئين للقتال فأنزل الله تعالى الأمنة على المؤمنين ، فناموا دون المنافقين الذين أزعجهم الخوف بأن يرجع الكفار عليهم أو يغيروا على المدينة لسوء الظن ، فطير عنهم النوم على ما ذكره ابن اسحاق وابن زيد ، وقتادة ، والربيع . وقوله : { يغشى طائفة منكم } يعني النعاس يغشى المؤمنين { وطائفة قد أهمتهم } القراء على الرفع . والواو واو الحال كأنه قال : يغشى النعاس طائفة في حال ما أهمت طائفة منهم أنفسهم . ورفعه بالابتداء ، والخبر يظنون ، ويصلح أن يكون الخبر { قد أهمتهم أنفسهم } والجملة في موضع الحال . ولا يجوز النصب على أن يجعل واو العطف كما تقول ضربت زيداً وعمراً كلمته . والتقدير وأهمت طائفة أهمتهم أنفسهم . المعنى : وقوله : { يقولون هل لنا من الأمر من شيء } قيل في معناه قولان : أحدهما - قال الحسن أخرجنا كرهاً ، ولو كان الأمر إلينا ما خرجنا . وذلك من قبل عبد الله بن أبي بن سلول ، ومعتب بن قشير على قول الزبير بن العوام ، وابن جريج . والآخر - أي ليس لنا من الظفر شيء كما وعدنا على وجه التكذيب بذلك { يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك } أي من الشك ، والنفاق ، وتكذيب الوعد بالاستعلاء على أهل الشرك ذكره الجبائي . وقوله : { وليبتلي الله ما في صدوركم } يحتمل أمرين : أحدهما - ليعاملكم معاملة المبتلي المختبر لكم مظاهرة في العدل عليكم وإخراج مخرج كلام المختبر لهذه العلة ، لأنه تعالى عالم بالاشياء قبل كونها ، فلا يبتلي ليستفيد علماً . والثاني - ليبتلي أولياء الله ما في صدوركم إلا أنه اضيف الابتلاء إلى الله عز وجل تفخيما لشأنه . وقوله : { قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم } يحتمل أمرين : أحدهما - لوتحلتفتم لخرج منكم الذين كتب عليهم القتل ولم يكن لينجيه قعودكم - عن أبي علي - . الثاني - لوتخلفتم لخرج المؤمنون ، ولم يتخلفوا بتخلفكم ذكره البلخي ، ولا يوجب ذلك أن يكون المشركون غير قادرين على ترك القتال من حيث علم الله منهم ذلك ، وكتبه ، لأنه كما علم أنهم لا يختارون ذلك بسوء اختيارهم علم انهم قادرون . ولو وجب ذلك لوجب أن لا يكون تعالى قادرا على ما علم أنه لا يفعله وذلك كفر بالله .