Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 179-179)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ حمزة والكسائي { يميز } - بالتشديد - الباقون بالتخفيف . يقال : مازه يميزه ، وميزه يميزه - لغتان - . ومعنى الآية لم يكن الله ليدع المؤمنين على ما أنتم عليه ، فلا يميز المؤمن من المنافق ، والكافر { حتى يميز الخبيث من الطيب } . وقيل في معنى الخبيث ها هنا : قولان : أحدهما - قال مجاهد ، وابن اسحاق ، وابن جريج : هو المنافق . قالوا : كما ميز المؤمن من المنافق يوم أحد . بالامتحان على ما مضى شرحه . الثاني - قال قتادة ، والسدي : حتى يميز المؤمن من الكافر . وسبب نزول الآية ما قاله السدي : إن المشركين قالوا : إن كان محمد صادقاً فليخبرنا من يؤمن منا ، ومن يكفر ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . وقال قوم : إن كان يعلم المنافقين ، فما حاجته إلى اختبارهم ؟ فأنزل الله تعالى انه يميزهم . وذلك يكون : تارة باختبارهم ، وتارة بتعيينهم . والتمييز بين الكافر وبين المؤمن أو المنافق والمؤمن بالامتحان والاختبار في تكليف الجهاد ، ونحوه : مما يظهر به حالهم ، وتنكشف ضمائرهم وقيل : بالدلالات ، والعلامات التي يستدل بها عليهم من غير نص اعلام لهم فان قيل : هل اطلع نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) على الغيب ؟ قلنا : عن ذلك جوابان : أحدهما - قال السدي : لا ، ولكنه اجتباه ، فجعله رسولا وقال ابن اسحاق : ولكن الله اجتبى رسوله باعلامه كثيراً من الغايبات . وهذا هو الأليق بالآية . وقال الزجاج قوله : { ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء } سببه أن قوماً قالوا : هلا جعلنا الله أنبياء ؟ فأخبر الله تعالى أنه { يجتبي من رسله من يشاء } و ( من ) في الآية لتبيين الصفة لا للتبعيض ، لأن الأنبياء كلهم مجتبون .