Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 52-52)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اللغة : الاحساس هو الوجود بالحاسة ، أحس يحس إحساساً . والحس القتل ، لأنه يحس بألمه ، ومنه قوله : { إذ تحسونهم بإذنه } والحس : العطف ، لاحساس الرقة على صاحبه . والأصل فيه إدراك الشيء من جهة الملابسة . ومعنى الآية : فلما علم عيسى منهم الكفر ، قال : { من أنصاري إلى الله } . والانصار جمع نصير مثل شريف وأشراف ، وشهيد وأشهاد . وإنما لم يحمل على ناصر لأنه يجب أن يحمل على نظيره من فعيل وأفعال . المعنى : وقوله : { من أنصاري إلى الله } قيل فيه ثلاثة أقوال : أحدها - من أعواني على هؤلاء الكفار إلى معونة الله أي مع معونة الله في قول السدي ، وابن جريج . وإنما جاز أن تكون ( إلى ) بمعنى ( مع ) لما دخل الكلام من معنى الاضافة ومعنى المصاحبة ، ونظيره ( الذود إلى الذود إبل ) أي مع الذود . ومثله { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم } أي مع أموالكم ، وقولك : قدم زيد ومعه مال ، فلا يجوز فيه إلى وكذلك قدم إلى أهله ، لا يجوز فيه مع ، لاختلاف المعنى . الثاني - قال الحسن من أنصاري في السبيل إلى الله ، لأنه دعاهم إلى سبيل الله . الثالث - قال الجبائي : من أنصاري لله ، كما قال : { هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق } ووجه ذلك أن العرض يصلح فيه اللام على طريق العلة وإلى طريق النهاية . فان قيل عيسى إنما بعث بالوعظ دون الحرب لم استنصر عليهم ؟ قلنا : للحماية من الكافرين الذين أرادوا قتله عند اظهار الدعوة - في قول الحسن ومجاهد - وقال آخرون : يجوز أن يكون طلب النصرة للتمكين من إقامة الحجة وإنما قاله ليتميز الموافق من المخالف . وقوله : { قال الحواريون } اختلفوا في تسميتهم حواريين على ثلاثة أقوال قال سعيد بن جبير : سموا بذلك لنقاء ثيابهم . الثاني - قال ابن جريج عن أبي أرطاء أنهم كانوا قصارين يبيضون الثياب . الثالث - قال قتادة ، والضحاك : لأنهم خاصة الأنبياء يذهب إلى نقاء قلوبهم كنقاء الابيض بالتحوير . وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي . اللغة : وأصل الحواري الحور ، وهو شدة البياض . ومنه الحواري من الطعام لشدة بياضه . ومنه الأحور ، والحوراء لنقاء بياض العين ، ومنه الحواريات نساء الانصار لبياضهن . قال أبو جلدة اليشكري : @ فقل للحواريات يبكين غيرنا ولا تبكنا إلا الكلاب النوابح @@ وقال بعض بني كلاب : @ ولكنه ألقى زمام قلوصه ليحيا كريماً أو يموت حواريا @@ أي ناصراً لرفاقه غير خاذل لهم . والمحور : الحديدة التي تدور عليها البكرة ، لأنها تنصقل حتى تبيض وحار يحور : إذا رجع ، لانقلابه في الطريق الذي جاء فيه كانقلاب المحور بالتحوير . المعنى : وفي الآية حجة على من زعم أن المسيح والذين آمنوا به ، كانوا نصارى فبين الله تعالى أنهم كانوا مسلمين كما بين ذلك في قصة ابراهيم ( ع ) حيث قال { ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً } .