Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 58-58)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى : { ذلك } اشارة إلى الاخبار عن عيسى ، وزكريا ، ويحيى ، عن الحواريين ، واليهود من بني إسرائيل ، وهو في موضع نصب بما تقدم . و { نتلوه عليك } لما فيه من الآية لمن تذكر في ذلك واعتبر به . والذكر وإن كان حكمة فانما وصفه بأنه حكيم من حيث لما كان ما فيه من الدلالة بمنزلة الناطق بالحكمة حسن وصفه بأنه حكيم من هذه الجهة ، كما وصفت الدلالة بأنها دليل لما فيها من البيان ، وذلك لأنه الناطق بالبيان . الاعراب : وموضع { نتلوه } من الاعراب يحتمل أمرين : أحدهما - أن يكون رفعاً بأنه خبر ذلك ، والثاني - ألاّ يكون له موضع ، لأنه صلة ذلك وتقديره : الذي نتلوه عليك من الآيات ، ويكون موضع " من الآيات " رفعاً بأنه خبر ذلك . ذكره الزجاج وأنشدوا في مثله : @ عدس ما للعباد عليك إمارة أمنت وهذا تحملين طليق @@ بمعنى والذي تحملين طليق . المعنى : وقيل في معنى قوله : { نتلوه عليك } قولان : أحدهما - نكلمك به ، ويكون وضع { نتلوه } موضع نكلم كما يقول القائل : انشأ زيد الكتاب وتلاوة عمرو ، فالتلاوة تكون اظهار الكلام على جهة الحكاية الثاني - { نتلوه عليك } بأمرنا جبريل أن يتلوه عليك على قول الجبائي ، والذكر حصول ما به يظهر المعنى للنفس ويكون كلاماً وغير كلام من بيان أو خاطر على البال ، وليس إذا ظهر الشيء للنفس دل على صحته ، لأن الضدين قد يظهران ولا يجوز صحتهما معاً .