Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 66-66)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القراءة : قرأ أهل المدينة وأبو عمرو { ها أنتم } بتخفيف الهمزة حيث وقع الباقون بتخفيفها وكلهم أثبت الالف قبل الهمزة إلا ابن عامر عن قنبل فانه حذفها . المعنى واللغة : { ها } للتنبيه وإنما نبههم على أنفسهم وإن كان الانسان لا ينبه على نفسه وإنما ينبه على ما أغفله من حاله ، لأن المراد بذلك تنبيههم بذكر ما يعلمون على ما لا يعلمون ، فلذلك خرج التنبيه على النفس ، والمراد على حال النفس . ولو جاء على الاصل ، لكان لا بد من ذكر النفس للبيان ، ففيه مع ذلك ايجاز . وقد كثر التنبيه في هذه ولم يكثر في ها أنت ، لأن ذا مبهم من حيث يصلح لكل حاضر والمعنى فيه على واحد بعينه مما يصلح له فقوى بالتنبيه ، لتحريك النفس على طلبه بعينه ، وليس كذلك أنت ، لأنه لا يصلح لكل حاضر في الجملة ، وإنما هو للمخاطب . إن قيل أين خبر أنتم في { ها أنتم } ؟ قيل : يحتمل أمرين : أحدهما - حاججتم على أن يكون { هؤلاء } تابعاً عطف بيان . والثاني - أن يكون الخبر { هؤلاء } على معنى هؤلاء بمعنى الذين وما بعده صلة له . فان قيل : ما الذي حاجوا فيه مما لهم به علم ؟ قلنا : أما الذي لهم به علم فما وجدوه في كتبهم ، لأنهم يعلمون أنهم وجدوه فيها وأما الذي ليس لهم به علم فشأن إبراهيم على قول السدي وأبي علي . وقوله : { والله يعلم } يعني شأن ابراهيم وكلما ليس عليه دليل ، لأنه علام الغيوب العالم بغير تعليم { وأنتم لا تعلمون } ذلك ، فينبغي أن تلتمسوا حقه من باطله من جهة عالم به . قال أبو علي الفارسي : وجه قراءة إبن كثير أنه أبدل من الهمزة هاء والتقدير أأنتم ، فابدل من همزة الاستفهام هاء ، وذلك جائز . قال : ولا يجوز على هذا أن تكون ( ها ) للتنبيه . وحذف الألف منها في مثل هلم ، لأن الحذف إنما يجوز إذا كان فيها تضعيف .