Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 68-68)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى : معنى قوله : { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي } أي أحقهم بنصرته بالمعونة أو الحجة ، لأن الذين اتبعوه في زمانه تولوه بالنصرة على عدوه حتى ظهر أمره ، وعلت كلمته . وسائر المؤمنين يتولونه بالحجة بما كان عليه من الحق وتبرئته من كل عيب ، فالله تعالى ولي المؤمنين ، لأنه يوليهم النصرة ، والمؤمن ولي الله لهذا المعنى بعينه . وقيل ، لأنه يولي صفاته التعظيم . ويجوز ، لانهم يتولون نصرة ما أمره به من الدين . وقيل والله ولي المؤمنين ، لأنه يتولى نصرهم . والمؤمنون أولياء الله ، لأنهم يتولون نصر دينه الذي أمرهم به . اللغة : { وأولى } الذي هو بمعنى أفعل من غيره لا يجمع ولا يثنى ، لأنه يتضمن معنى الفعل والمصدر على تقدير يزيد فضله على فضله في أفضل منه . ومعنى قولنا : هذا الفعل أولى من غيره أي بأن يفعل . وقولنا زيد أولى من غيره معناه : أنه على حال هو بها أحق من غيره . وقوله : { للذين اتبعوه } فالاتباع جريان الثاني على طريقة الاول من حيث هو عليه كالمدلول الذي يتبع الدليل في سلوك الطريق أو في التصحيح ، لأنه إن صح الدليل صح المدلول عليه لصحته ، وكذلك المأموم الذي يتبع الامام . فان قيل : لم فصل ذكر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من ذكر المؤمنين ؟ قلنا : يحتمل أمرين : أحدهما - أنه بمعنى والذين آمنوا به ، فتقدم ذكره ليدخل في الولاية ويعود إليه الكتابة . والثاني - أن اختصاصه بالذكر بالحال العليا في الفضل .