Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 6-6)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اللغة : التصوير : جعل الشيء على صورة لم يكن عليها . والصورة : هيئة يكون عليها الشيء بالتأليف . والفرق بين الصورة والصيغة أن الصيغة : عبارة عما وضع في اللغة لتدل على أمر من الأمور ، وليس كذلك الصورة ، لأن دلالتها على جعل جاعل قياسية . والارحام : جمع رحم وأصله : الرحمة ، وذلك لأنها مما يتراحم به ويتعاطف يقولون : وصلتك رحم . وأصل الصورة : الميل يقولون صاره يصوره : إذا أماله ، فهي صورة لأنها مائلة إلى بنية بالشبه لها . المعنى : وقوله : { كيف يشاء } معناه كيف يريد والمشيئة هي الارادة ومعنى { يصوركم في الأرحام كيف يشاء } من ذكر أو أنثى أو أبيض أو أسود أو تام أو ناقص إلى غير ذلك ما تختلف به الصور ، وفيه حجة على النصارى في ادعائهم إلهية المسيح وذلك أن الله تعالى صوره في الرحم كما شاء ، فهو لذلك عبد مربوب وقوله : { لا إله إلا هو العزيز الحكيم } معناه أنه تعالى لما ذكر ما يدل عليه من قوله : { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء } ذكر الدليل والمدلول عليه وإنما ذكر { العزيز الحكيم } تحذيراً بعد ذكر الدليل ليعلم أنه عزيز لا يتهيأ لأحد منعه من عقوبة من يريد عقابه حكيم في فعل العقاب وفي جميع أفعاله .