Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 82-82)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى : التولي عن الايمان بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) كفر - بلا خلاف - وإنما قال { فأولئك هم الفاسقون } ولم يقل الكافرون ، لأن تقدير الكلام فأولئك هم الفاسقون في كفرهم أي المتمردون فيه بخروجهم إلى الأفحش منه ، وذلك أن أصل الفسق الخروج عن أمر الله إلى حال توبقه ، فلذلك قيل للخارج عن أمر الله إلى أفحش منازل الكفر ، فاسق . الاعراب : وموضع { هم } من الاعراب يحتمل أمرين : أحدهما - أن يكون رفعاً بأنه مبتدأ ثان والفاسقون خبره . والجملة خبر أولئك . والآخر - أنه لا موضع له ، لأنه فصل جاء ليؤذن أن الخبر معرفة أو ما قارب المعرفة ويسمي الكوفيون ذلك عماداً . وقوله : { فمن تولى } وإن كان شرطاً وجزاء في المستقبل فان الماضي يدخل فيه من وجهين : أحدهما - أن يكون تقديره فمن يصح أنه تولى ، كما قال : { إن كان قميصه قد من قبل فصدقت } أي إن يصح أن { قميصه قد من قبل فصدقت } والآخر مساواة الماضي للمستقبل ، فيدخل في دلالته . وإنما جاز جواب الجزاء بالفاء ولم يجز بـ ( ثم ) ، لأن الثاني يجب بوجوب الأول بلا فصل ، فلذلك جاء بالفاء دون ( ثم ) ، لأنها للتراخي بين الشيئين ، وذلك نحو قولك إن تأتني ، فلك درهم ، فوجوب الدرهم بالاتيان عقيبه بلا فصل . وإنما جاز وقوع الماضي موقع المستقبل في الجزاء ولم يجز في قام زيد غداً ، لأن حرف الجزاء ، لما كان يعمل في الفعل قوي على نقله من الماضي إلى الاستقبال ، وليس كذلك ( غد ) وما أشبهه مما يدل على الاستقبال ، لأنه نظير الفعل في الدلالة من غير عمل يوجب القوة ، فلذلك جرى على المناقضة .