Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 84-84)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى : قيل في تأويل هذه الآية قولان : أحدهما - أن معناها الانكار على الكفار ما ذهبوا إليه من الايمان ببعض النبيين دون بعض ، فأمر الله تعالى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، والمؤمنين أن يقولوا : إنا نؤمن بجميع النبيين ، ولا نفرق بين أحد منهم . الثاني - أن معناها موافقة ما تقدم الوعد به من إيمان النبي الامي بجميع من تقدم من النبيين على التفصيل . وقال له في أول الآية ( قل ) خطابا للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) فجرى الكلام على التوحيد ، وما بعده على الجمع . وقيل في ذلك قولان : أحدهما أن المتكلم قد يخبر عن نفسه بلفظ الجمع للتفخيم كما قال تعالى : { ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم } والثاني - أنه أراد دخول الأمة في الخطاب الأول ، والأمر بالاقرار . ويجوز أن يقال : في الواحد المتكلم ، فعلنا ولا يجوز للواحد المخاطب فعلتم . والفرق بينهما : أن الكلام بالجملة الواحدة يصح بجماعة مخاطبين ، ولا يصح الكلام بالجملة الواحدة بجماعة متكلمين . فلذلك جاز في فعلنا في الواحد للتفخيم ، لأنه لا يصح أن يكون خطاباً للجماعة فلم يصرف عنهم . بغير قرينة لما يدخله من الالباس في مفهوم العبارة . وقوله : { وما أنزل علينا } في الاخبار عن المسلمين إنما جاز ذلك ، وإن كان قد أنزل على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، لأن التقدير أنزل علينا على لسان نبينا كما تقول : أمرنا به ونهينا عنه - على لسان نبينا - ، ومثل ذلك ما قاله في سورة البقرة من قوله : { قولوا آمنا بالله وما أنزل علينا } وقال بعضهم : لا يجوز أن يكون ذلك إلا إخباراً عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الذي أنزل عليه ، وهذا غلط ، لأن الآية الأخرى تشهد بخلافه . فان قيل : ما معنى قوله : { ونحن له مسلمون } بعد الاقرار بالايمان على التفصيل ؟ قيل : معناه ونحن له مستسلمون بالطاعة في جميع ما أمر به ، ودعا إليه . ولأن أهل الملل المخالفة ، تعترف بصفة مؤمن ، وينتفي من صفة مسلم .