Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 86-86)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
النزول : قال الحسن : نزلت هذه الآية في أهل الكتاب الذين كانوا يؤمنون بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) قبل مبعثه بما يجدونه في كتبهم من صفاته ودلائله ، فلما بعثه الله جحدوا ذلك ، وانكروه … وقال مجاهد ، والسدي : نزلت في رجل من الانصار يقال له الحارث بن سويد ارتد عن الاسلام ، ثم تاب ، وحسن إسلامه فقبل الله إسلامه بقوله : { إلا الذين تابوا } فيما بعد تمام الآية . وكذلك رويناه عن أبي عبد الله ( ع ) وقيل نزلت في قوم أرادوا من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن يحكم لهم بالاسلام ، وفي قلوبهم الكفر ، فاطلعه الله على أسرارهم وما في ضمائرهم . اللغة ، والمعنى : وقوله { كيف } أصلها للاستفهام ، والمراد بها ها هنا إنكار أن تقع هذه الهداية من الله تعالى . وإنما دخل ( كيف ) معنى الانكار مع أن أصلها الاستفهام ، لأن المسئول يسأل عن أغراض مختلفة ، فقد يسأل للتعجيز عن إقامة البرهان ، وقد يسأل للتوبيخ مما يظهر من معنى الجواب في السؤال ، وقد يسأل لما يظهر فيه من الانكار ، فالأصل فيه الاستفهام ، لكن من شأن العالم إذا أورد مثل هذا أن يصرف إلى غير الاستعلام إلا أنه يراد من المسئول طلب الجواب ، فان قيل كيف خص هؤلاء المذكورون بمجيىء البينات مع أنها قد جاءت كل مكلف للايمان قيل عنه جوابان : أحدهما - لأن البينات التي جاءتهم هي ما في كتبهم من البشارة بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) . الثاني - للتبعيد من حال الهداية والتفحيش لتجويزها في هذه الفرقة . وقوله : { والله لا يهدي القوم الظالمين } فالهداية ها هنا تحتمل ثلاثة أشياء . أولها سلوك طريق أهل الحق المهتدين بهم في المدح لهم والثناء عليهم . الثاني - في اللفظ الذي يصلح به من حسنت نيته . وكان الحق معتمده ، وهو أن يحكم لهم بالهداية . الثالث - في ايجاب الجواب الذي يستحقه من خلصت طاعته ، ولم يحبطهما بسوء عمله . فان قيل كيف أطلق قوله : { والله لا يهدي القوم الظالمين } مع قوله { فأما ثمود فهديناهم } قلنا : لأنه لا يستحق اطلاق الصفة بالهداية إلا على جهة المدحة كقوله أولئك الذين هدى الله . فأما بالتقييد ، فيجوز لكل مدلول إلى طريق الحق اليقين . وليس في الآية ما يدل على صحة الاحباط ، للايمان ولا إحباط المستحق عليه من الثواب ، لأنه لم يجر لذلك ذكر . وقوله : { كفروا بعد إيمانهم } يعني بعد إظهارهم الايمان وشهادتهم أن الرسول حق ، وإن كانوا في باطنهم منافقين . وليس فيها أنهم كانوا في باطنهم مؤمنين مستحقين للثواب ، فزال ذلك بالكفر فلا متعلق بذلك في صحة الاحباط .