Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 26-30)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما امر الله تعالى نبيه ان يخاطب الكفار ويقول لهم ان كل إنسان يسئل عما عمله دون ما عمل غيره ، قال له ايضاً { قل } لهم { يجمع بيننا ربنا } يوم القيامة { ثم يفتح بيننا } اي يحكم والفتح الحكم ، والفتاح الحاكم بالحق ، لا بالظلم { وهو الفتاح } أي الحاكم { العليم } بما يحكم به لا يخفى عليه شيء منه . ثم قال { قل أروني الذين الحقتم به شركاء } تعبدونهم معه وتشركون بينهم في العبادة على وجه التوبيخ لهم في ما اعتقدوه من الاشراك مع الله ، كما يقول القائل لمن أفسد عملا : ارني ما عملته توبيخاً له بما افسده ، فانهم سيفتضحون بذلك إذا اشاروا إلى الاصنام والاوثان ويضمونها إلى الله ويشركون بينهما في العبادة فقال تعالى { كلا } ومعناه الردع والتنبيه أي ارتدعوا عن هذا القول وتنبهوا عن ضلالكم { بل هو الله } الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له { العزيز } يعني القادر الذي لا يغالب { الحكيم } في جميع افعاله . وقيل { العزيز } في انتقامه ممن كفر به { الحكيم } في تدبيره لخلقه ، فكيف يكون له شريك في ملكه . ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله { وما أرسلناك } يا محمد بالرسالة التي حملناكها { إلا كافة } ومعناه ارسلناك إلى الخلق كافة بأجمعهم . وقيل : معناه إلا مانعاً لهم وكافاً لهم من الشرك ودخلت الهاء للمبالغة { للناس بشيراً } لهم بالجنة اي مبشراً بها { ونذيراً } أي مخوفاً بالنار { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } صدق قولك وإنك رسول اليهم ، لتفريطهم في النظر في معجزك . ثم حكى عن الكفار انهم يستبطؤن العذاب الذي يخوفهم به النبي صلى الله عليه وآله والمؤمنون ، فانهم كانوا يحذرونهم نزول العذاب عليهم { ويقولون متى هذا الوعد } الذي تعدونا به { إن كنتم صادقين } في ما تقولونه معاشر المؤمنين ثم امره ان يقول لهم في الجواب عن ذلك { قل لكم ميعاد يوم } ينزل عليكم ما وعدتم به من الثواب والعقاب { لا تستأخرون عنه ساعة } أي لا تؤخرون من ذلك اليوم لحظة { ولا تستقدمون } عليه ، وهو يوم القيامة .