Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 127-127)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

[ المعنى ] : يسألك يا محمد ، اصحابك ان تفتيهم في أمر النساء ، والواجب لهن وعليهن . واكتفى بذكر النساء من ذكر شأنهن لدلالة الكلام على المراد { قل الله يفتيكم فيهن } يعني قل يا محمد ، انه يفتيكم فيهن يعني في النساء وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن . [ الاعراب ] : واختلفوا في اعراب { ما يتلى } . قال الزجاج والفراء معاً : يحتمل ان يكون موضع ( ما ) رفعاً والتقدير في قول الزجاج ، والذي يتلى عليكم في الكتاب أيضاً يفتيكم فيه . وقال الفراء تقديره الله يوصيكم فيهن وما يتلى عليكم . وقالا جميعاً يجوز ان يكون موضع ( ما ) خفضاً بالعطف على فيهن إلا ان الزجاج ضعف هذا وقال : هذا بعيد لان عطف المظهر على المضمر لا يجوز . وقال الفراء : يجوز على تقدير فيهن وما يتلى عليكم . واختلفوا في تأويل { وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن } فقال قوم : الذي يتلى عليكم هو آيات الفرائض التي في أول السورة . روى ذلك سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان اهل الجاهلية لا يورثون المولود حتى يكبر ، ولا يورثون المرأة ، فانزل الله آية الميراث أول السورة ، وهو معنى { اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن } . وبه قال مجاهد : وروي ذلك عن ابي جعفر ( ع ) . وقال قوم : كان الرجل تكون في حجره اليتيمة بها ذمامة ، ولها مال ، فكان يرغب عنها ان يتزوجها ويحبسها لما لها طمعاً أن تموت فيرثها ، فنزلت الآية . ذهب اليه عائشة ، وقتادة والسدي وابو مالك وابراهيم قال السدي : كان جابر بن عبد الله الانصاري ثم السلمي له بنت عم عمياء ذميمة قد ورثت عن أبيها مالا ، فكان جابر يرغب عن نكاحها ، ولا ينكحها مخافة أن يذهب الروج بما لها فسأل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن ذلك وقال : اترث إذا كانت عمياء ؟ فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : نعم فانزل الله فيه هذه الآية . وقال قوم : معناه يفتيكم فيهن وفيما يتلى عليكم في آخر السورة من قوله : { يستفتونك قل الله يفتيكم } في الكلالة ذهب اليه ابن جبير وقالت عائشة : كان الرجل تكون في حجره اليتيمة تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها ، فيريد وليها أن يتزوجها من غير أن يقسط في صداقها ، فنهى الله عن ذلك في قوله : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا } من غيرهن { ما طاب لكم } قالت : وقوله : { وما يتلى عليكم } هو ما ذكره في أول السورة من قوله : { وإن خفتم ألا تقسطوا } . فعلى هذه الاقوال ( ما ) في موضع خفض بالعطف على الهاء والنون في قوله : { فيهن } والتقدير قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم ، وعلى ما قال الفراء : قل الله يفتيكم فيهن ما يتلى عليكم في الكتاب وقال آخرون : نزلت الآية في قوم من اصحابه ( صلى الله عليه وسلم ) سألوه عن أشياء من أمر النساء ، وتركوا المسألة عن أشياء أخر كانوا يفعلونها ، فافتاهم الله فيما سألوه عنه ، وفيما تركوا المسألة عنه ذهب اليه محمد بن أبي موسى . ويكون معنى قوله : وما يتلي عليكم في الآية التي بعدها وقيل : هم اليتامى الصغار من الذكور والاناث . وما بعدها قوله : { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً } والذي سألوا عنه ، فاجيبوا ما كتب الله لهن من الميراث في آية الميراث . واختار الطبري أن يكون المراد به آيات الفرائض قال : لأن الصداق ليس مما كتب الله للنساء الا بالنكاح ، فما لم تنكح فلا صداق لها عند احد . وقوله : { والمستضعفين من الولدان } في موضع جر وتقديره وفي المستضعفين من الولدان . وقيل هم اليتامى الصغار من من الذكور والاناث ، لانهم كانوا لا يورثون الصغار من الذكور حتى يبلغ . { وأن تقوموا لليتامى } والمعنى وفي ان تقوموا لليتامى بالقسط على ما قاله في قوله : { وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى } : فأمرهم أن يؤتوا المستضعفين من الولدان حقوقهم من الميراث ، ويعدلوا فيهم ، ويعطونهم ما فرضه الله لهم في كتابه . وبه قال السدي ، وابن زيد ، ومجاهد ، وابن عباس . وقوله : { وترغبون أن تنكحوهن } معناه ترغبون عن أن تنكحوهن . وقال الحسن في قوله : { والمستضعفين من الولدان } قال : يعني في يتامى النساء اللاتى لا تؤتونهن أي الا يأكلوا اموالهم إلا بالقسط ، يعني بالعدل . وقال عبيدة السليمانى فيما رواه ابن سيرين عنه ان معنى { وترغبون أن تنكحوهن } ترغبون فيهن . وفي رواية ابن عون عن ابن شيرين يرغبون عنهن . وقال الحسن : يرغبون عنهن وكان عيينة بن حضن يقول : يا محمد أتعطي الوالدان المال ؟ وانما يأخذ المال من يقاتل ويجوز الغنيمة ، فنزل قوله : { والمستضعفين من الولدان } . وقوله : { وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليماً } المعنى مهما فعلتم ، أيها المؤمنون من عدل في أمر اليتامى التي أمركم الله أن تقوموا ، فيهن بالقسط ، وأنتهيتم فيه إلى أمره وإلى طاعته ، فان الله كان به عالماً لم يزل وقيل معنا إن الله سيجازيكم عليه كما يقول القائل أنا أعرف لك ما تفعله بمعنى اجازيك عليه .