Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 147-147)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

خاطب الله ( تعالى ) بهذه الآية المنافقين الذين تابوا وآمنوا ، واصلحوا اعمالهم ، فقال : إن انتم تبتم الى الله وراجعتم الحق الواجب لله عليكم ، وشكرتمره على نعمه واخلصتم عبادته ، واعتصمتم به وتركتم رياء الناس ، وآمنتم برسوله محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وصدقتم به ، واقررتم بما جاء به من عند الله ما يصنع بعذابكم ، أي لا حاجة بالله الى عذابكم ، وجعلكم في الدرك الاسفل من جهنم ، لانه لا يجتلب بعذابكم نفعاً ، ولا يدفع عن نفسه ضرراً ، لانهما مستحيلان عليه . { وكان الله شاكراً } يعني لم يزل الله مجازيا للشاكر على شكره في جميع عباده عليما بما يستحقونه على طاعاته من الثواب ، ولا يضيع عنده شيء منه ، ولا يفوته شيء من معاصي من عصاه ، فيجازي بذلك من يشاء منهم على سوء أفعالهم جزآءً بما كسبوه . وبه قال قتادة وغيره من المفسرين . والشكر هو الاعتراف بالنعمة مع ضرب من تعظيم المنعم ، وذلك لا يجوز الشكر منه بمعنى الجزاء عليه كما قال : { ومكروا ومكر الله } { وجزاء سيئة سيئة مثلها } والجزاء ليست سيئة ولكن اطلق ذلك لازدواج الكلام .