Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 168-169)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا خبر من الله تعالى بان الذين جحدوا رسالة محمد ( صلى الله عليه وآله ) كفروا بالله ، وجحدوه بجحودهم رسالة نبيه وظلموا نبيه بتكذيبهم اياه ، ومقامهم على الكفر على علم منهم بظلمهم عباد الله ، وحسداً للعرب ، وبغياً على رسوله { لم يكن ليغفر لهم } يعني لم يكن الله ليعفو عن ذنوبهم بترك عقابهم عليها ، لكنه تعالى يفضحهم بها ( جل ثنآؤه ) بعقوبته إياهم عليه ، ولا ليهديهم طريقاً يعني لا يهديهم لطريق الجنة ، لان الهداية إلى طريق الايمان قد سبقت ، وقد عم الله أيضاً بها جميع المكلفين . ويحتمل أن يكون المراد لم يكن الله يفعل بهم ما يؤمنون عنده في المستقبل عقوبة لهم على كفرهم الماضي ، واستحقاقهم حرمان ذلك ، وانه يخذلهم عن ذلك حتى يسلكوا طريق جهنم ، ويكون المعنى لم يكن الله ليوفقهم للاسلام ، لكنه يخذلهم عنه إلى طريق جهنم جزاء لهم على ما فعلوه من الكفر خالدين فيها مقيمين ابداً { وكان ذلك على الله يسيراً } المعنى وكان تخليد هؤلاء الذين وصفت لكم صفتهم في جهنم على الله يسيراً ، لانه تعالى إذا أراد ذلك به لم يقدر على الامتناع منه ، ولا يصعب عليه عقاب من يعصيه ، فذلك كان يسيراً عليه .