Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 38-38)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الاعراب : قوله : { والذين } عطف على { الذين } في الآية الأولى . واعرابه يحتمل ما قلناه في الآية الأولى سواء . وقال الزجاج وغيره : المعني بهذه الآية المنافقون . وقال مجاهد : المعني بها اليهود ، والأول أقوى وأظهر ، لأن الرياء ضرب من النفاق وواو العطف يقوي ذلك ، لأنه لو أراد الموصوفين في الآية الأولى لقال : { الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس } ، مع أنه قد ورد عطف الصفات بالواو لموصوف واحد على ما بيناه فيما مضى ، غير أن الأجود ما قلناه . المعنى واللغة : فذم الله تعالى بهذه الآية من ينفق ماله رئاء الناس دون أن ينفقه لوجهه وطلب رضاه ، ولا يؤمن بالله أي لا يصدق به ، { ولا باليوم الآخر } الذي فيه الثواب والعقاب . ثم قال : { ومن يكن الشيطان له قريناً فساء قريناً } معناه من قبل من الشيطان ، وأطاعه فيما يدعوه إليه فبئس القرين قرينه . والقرين أصله الاقتران ، ومنه قرن الثور لاقتران بعض ببعض ، والقرن أهل العصر من الناس ، وقرنة الشيء حرفه ، والقرن المقاوم في الحرب ، { وما كنا له مقرنين } أي مطيقين ، والقرين الصاحب المألوف . قال عدي بن زيد : @ عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه فان القرين بالمقارن يقتدي @@ ويمكن الانسان الانفكاك من مقارنة الشيطان بالمخالفة له ، فلا يعتد بالمقارنة . وقال أبو علي : لا يمكن ذلك ، لأنه يقرن به الشيطان في النار فلا يمكنه الانفكاك منه ، وقوله : { فساء قريناً } نصب على التفسير ، كقوله : { ساء مثلاً } وتقديره : ساء مثلا مثل الذين ، وتقول : نعم رجلا ، وتقديره نعم الرجل رجلا .