Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 52-52)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

النزول : قوله : { أولئك } اشارة إلى الذين ذكرهم في الآية الاولى . وقال قتادة : لما قال كعب بن الاشرف ، وحي بن أخطب { هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سيبلاً } وهما يعلمان أنهما كاذبان . أنزل الله هذه الآية { أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً } فالوعيد فيها على ما تقدم من القول على جهة العناد ، لأنها اشارة إلى ما تقدم من صفتهم الدالة على عنادهم . اللغة والمعنى : { أولئك } لفظ جمع ، وواحده ذا في المعنى كما قالوا : نسوة في جماعة النساء . وللواحدة امرأة . وغلب على أولاء ( ها ) التي للتنبيه . وليس ذلك في أولئك ، لأن في حرف الخطاب تنبيهاً للمخاطب إذ كان الكاف انما هو حرف لحق ، لتنبيه المخاطب ، فصار معاقباً للهاء التي للتنبيه في أكثر الاستعمال . واللعنة : الابعاد من رحمة الله عقابا على معصيته ، فلذلك لا يجوز لعن البهائم ، ولا من ليس بعاقل من المجانين ، والاطفال ، لأنه سؤال العقوبة لمن لا يستحقها . فمن لعن حية أو عقرباً أو نحو ذلك مما لا معصية له فقد اخطأ ، لأنه سأل الله عز وجل ما لا يجوز في حكمته . فان قصد بذلك الابعاد لا على وجه العقوبة ، كان ذلك جائزاً . فان قيل : كيف قال : { فلن تجد له نصيراً } مع تناصر أهل الباطل على باطلهم ؟ قلنا : عنه جوابان : أحدهما - { فلن تجد له نصيراً } ينصره من عقاب الله الذي يحله به مما قد أعده له ، لأنه الذي يحصل عليه وما سواه يضمحل عنه . الثاني - { فلن تجد له نصيراً } ، لأنه لا يعتد بنصرة ناصر له مع خذلان الله إياه .